تقنية

قريبًا.. إلغاء ما يقرب من 80% من وظائف النساء.. لماذا؟

سوق الأعمال في العالم

يستعين سوق الأعمال في العالم حاليًا بالنساء في أدوار وظيفية مختلفة بأعداد أكثر من أي وقت مضى، ففي الولايات المتحدة، سجلت مشاركة المرأة بين 25 و54 عامًا في القوى العاملة مستوى قياسيًا في الشهرين الماضيين، ولكن أكثرهن مهددات بفقدان وظائفهن، فما السبب؟

الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف النساء

يتوقع خبراء الاقتصاد في “جولدمان ساكس” أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “ChatGPT” ستحدث تحوّلًا جذريًا في سوق العمل، حيث ستصبح غالبية الوظائف مؤتمتة، نظرًا لقدرتها على إنشاء محتوى جديد، مثل النص والصور والصوت والفيديو والرموز المرنجية.

تظهر الأبحاث الحديثة أنه على الرغم من أن عدد الرجال يفوق عدد النساء في القوة العاملة في الولايات المتحدة، إلا أن النساء يمكن أن يتأثرن بشكل أكبر بتبني الشركات للذكاء الاصطناعي.

يقدّر أحد التحليلات الحديثة أن 79% من النساء العاملات، بواقع 59 مليون موظفة تقريبًا، يعملن في مهن معرضة للتأثر بانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالمقارنة مع 58% من الرجال العاملين، وفقًا لبحث من كلية كينان فلاجلر لإدارة الأعمال بجامعة نورث كارولينا.

وقالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في موقع “ZipRecruiter”، إن “التقديرات تشير أن ما يقرب من 8 من كل 10 عاملات يمكن أن يتأثرن”.

وأوضحت: “أعتقد بشكل بديهي أن الكثير منا يقدّر أنه سيكون من الأسهل أتمتة بعض هذه الوظائف المكتبية أكثر من أتمتة وظائف النجارين والكهربائيين ووظائف إزالة الآفات، وغيرها من هذه الخدمات اليدوية ووظائف الإنتاج التي يعمل بها الذكور بشكل أساسي”.

ومع تأكيدها أن “القلق من أن بعض المكاسب التي حققتها المرأة يمكن أن تتآكل أمر مشروع”، تشير أن “هذه التقنيات ستخلق بالتأكيد العديد من الفرص البديلة”.

جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي

حدّدت مختبرات “Revelio”، المتخصصة في جمع وتحليل بيانات القوى العاملة المهن الأكثر تعرضًا للذكاء الاصطناعي، وصنفتها بحسب النوع والعرق.

أظهر تحليل “Revelio” أن الوظائف المعرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي، والتي تعمل بها أعلى نسبة من النساء تشمل جامعي الفواتير والحسابات، والسكرتيرات، ومعالجات النصوص، والقائمات على مراجعة الدفاتر والحسابات.

قال الرئيس التنفيذي للشركة، بن زويج: “في المهن الأكثر عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي، تشكل النساء 71% من الموظفين”.

وأضاف زويج: “في بعض الأحيان، عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي، نتبنى منظورًا خاطئًا، يتمثل في أن مهام الوظيفة ثابتة وترتبط بمسؤوليات محددة، ولكن في الواقع، تتغير الوظائف طوال الوقت”.

ترى دانا بيترسون، كبيرة الاقتصاديين في “كونفرنس بورد” أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة وتهديدًا في آن واحد، موضحًا: “قد لا يكون لدى الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة الآن على إدخال الحقن الوريدي في جسد المريض، ولكن قد يكون مفيدًا في فحص مليارات أجزاء بيانات التصوير لتشخيص الحالة”.

وقالت بيترسون: “الشيء الذي يميز الذكاء الاصطناعي هو أنه ليس مثاليًا، فهو لا يزال يحتاج إلى الإنسان لأنه يستعين بما قدّمه البشر، وأيًا كان ما يولّده، فهذا لا يعني أنه صحيح، وهناك حاجة إلى شخص ينظر إليه ويرى ما إذا كان منطقيًا”.

وأضافت: “بمرور الوقت، سيحل الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف، ولكن كما هو الحال مع أي نوع آخر من التقدم التقني الذي حصلنا عليه، فقد اكتشف الناس دائمًا شيئًا آخر للقيام به”.

قالت الدكتورة في علم المكتبات والمعلومات، سارة مانهايمر: “لا يمكن استبدال المكتبة بآلة، سيكون هناك دائمًا عمل يحتاج الإنسان إلى القيام به”، مضيفة: “إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام عن ظهر قلب، أعتقد أن هناك الكثير من العمل لأمناء المكتبات وموظفي المكتبة للقيام بما يتطلب تفكيرًا نقديًا”.

بعكس المخاوف السائدة.. الذكاء الاصطناعي سيساعد في تحرير الإبداع البشري

5 أخطاء لو تداركتها “OceanGate” لمنعت كارثة الغواصة “تيتان”

ما هي مهنة الطوافة التي تخصص بها أهالي مكة لخدمة ضيوف الرحمن عبر التاريخ؟