تقنية

أفكارك الخاصة يحتمل أنها لن تكون سرية في المستقبل!

دعا خبراء في أخلاقيات التقنية إلى إعادة النظر في القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان؛ لضمان حماية خصوصية البشر، التي يمكن أن تعتدي عليها الأجهزة القابلة للارتداء مستقبلًا.

ويستخدم البشر الآن تقنيات تتبع الخطوات ومعدل ضربات القلب وعمل الأوعية الدموية، ولكن في المستقبل، يتوقع أن تتواجد تقنية يمكنها قياس موجات الدماغ واستخراج بيانات تفصيلية عن ما يدور في الأذهان، فلماذا يجب أن نخشاها؟

هل توجد الآن أجهزة يمكنها الوصول إلى موجات دماغنا؟

هناك الملايين من أجهزة الدماغ القابلة للارتداء تباع في جميع أنحاء العالم، على شكل عصابات رأس أو أجهزة استشعار يمكن دمجها في قبعة لتتبع نشاط الدماغ.

تقوم خوارزمية بتفسير هذا النشاط، لكنها الآن لا يمكنها القيام بالكثير، إذ تستطيع قياس مدى انتباه الشخص، وتفسير علامات تدل على المشاعر الأساسية، مثل التوتر أو السعادة أو الحزن.

لا تستطيع هذه الأجهزة قراءة ما يدور في العقل وفهم الأفكار حتى الآن، فمثلًا، إحدى التقنيات الشائعة هي تخطيط كهربية الدماغ، والتي تلتقط النشاط الكهربائي في العقل.

تقوم الخلايا العصبية بإطلاق موجات في الدماغ، مما يؤدي إلى إفرازات كهربائية صغيرة يمكن أن يلتقطها الجهاز، ومن خلال خوارزميات قوية، يتم فك أنماط الموجات، فتقيس الانتباه وشرود الذهن والمشاعر والعواطف الأساسية.

وتستثمر شركات التقنية الكبرى حاليًا في دمج أجهزة استشعار الدماغ في الأجهزة اليومية مثل سماعات الأذن أو سماعات الرأس، وتعد بعضها بتطوّر أكبر في المستقبل، يمكّن المستشعرات من استخراج بيانات أكثر.

تأثير تقنيات قياس نشاط الدماغ المُحتمل

يقول علماء إن هذه التقنيات يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في مجال الصحة العقلية، حيث يمكن للأشخاص استخدام البيانات التي يحصلون عليها من الأجهزة القابلة للارتداء للكشف عن المراحل المبكرة من اضطرابات الصحة العقلية أو الاضطرابات العصبية بنفس الطريقة التي يتتبع بها الأشخاص معدل ضربات القلب والتنفس وعدد الخطوات.

ويعزون إصرارهم على الاستمرار في تطوير هذه التقنيات إلى البيانات التي تشير أن الأمراض العصبية والمعاناة الناتجة عنها آخذة في الارتفاع، ويعتبرون أنه ليس من المنطقي بالنسبة لنا أن نعرف القليل عن أدمغتنا.

وينظر البعض إلى تقنيات تتبع نشاط الدماغ على أنها ضرورة مُلحّة، بالنظر إلى أن الصحة العقلية للبشر آخذة في التدور، على الرغم من التحسن العام في الصحة الجسدية ومتوسط العمر.

وفي المقابل، يحذّر آخرون من أن هذه التقنيات ستتسبب للناس بمشكلات أخرى، فعندما يبدأ الشخص في النظر إلى بيانات دماغه قد يتنامى لديه شعور بالقلق بدون داع.

لماذا يجب أن نقلق من تطوير هذه التقنيات؟

يؤكد خبراء أخلاقيات التقنية ضرورة وضع إطار قانوني عالمي ومعيار يعترف بأن تقرير المصير لأدمغتنا وخبراتنا العقلية حق مكفول لكل شخص.

ويرى الخبراء أنه يجب أن يكون حق الفرد في استخدام معلوماته الشخصية مقدّم على حق الشركة، محذّرين من أن بعض الشركات قد تجمع البيانات وتحلّلها وتبيعها لأغراض لا تحقق النفع للناس.

“TOYOTA” تكشف النقاب عن خططها المستقبلية لبطاريات السيارات الكهربائية

ما هو برنامج “طياري المستقبل”؟ وما هي شروط القبول فيه؟

العودة التاريخية لروّاد الفضاء السعوديين.. هنا التفاصيل والمستقبل