منوعات

كيف يُصنع الوقود الحيوي للطائرات من دهون الحيوانات؟ مخاطر كارثية وتحذيرات بيئية

يعد إنتاج الطاقة من أبرز الأزمات التي تواجه البشرية في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع نسبة الانبعاثات الضارة الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة، وتسعى الدول والمنظمات الدولية لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، إلا أن العديد من الصناعات والمجالات الأخرى التي يعد الوقود عاملًا رئيسيًا في عملها ما زالت تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية، وحذرت دراسة حديثة من خطر جديد وهو استخدام دهون الخنازير النافقة والماشية والدجاج في صناعة الوقود الحيوي للطائرات، والذي  قد يصبح أسوأ تأثيرا على كوكب الأرض.

الحيوانات النافقة مصدر للوقود

أكدت الأبحاث أنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الوقود المصنوع من المنتجات الثانوية الحيوانية ثلاثة مرات بحلول عام 2030، مع اهتمام شركات الطيران به، ورغم أن تلك المادة تحتوي على عناصر كربونية أقل بكثير، إلا أن شركات الطيران تتعرض لضغوط من أجل الحد من انبعاثاتها الكربونية الهائلة.

ويقول مات فينش، من منظمة النقل والبيئة في بروكسل أنه لا يوجد مخزون دائم من الحيوانات أو الدهون الحيوانية، في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسة الجديدة إن الوقود المصنوع من الحيوانات النافقة تضاعف أربعين مرة، في جميع دول أوروبا، منذ عام 2006.

أشارت منظمة النقل والبيئة إلى أن رحلة من باريس إلى نيويورك تحتاج إلى دهون 8800 خنزير نافق، إذا كان كل الوقود من مصادر حيوانية، ووفق خطة شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي والاعتماد على نسبة 1.2 % من الكيروسين الاصطناعي، سيتطلب نحو 400 خنزير لكل رحلة جوية عبر المحيط الأطلسي.

اللجوء إلى زيت النخيل

أشار الخبراء إلى أن زيادة طلب الطائرات على الوقود المصنوع من المنتجات الحيوانية، سيجبر الصناعات الأخرى التي تستخدم الدهون حاليا، سيتعين عليها أن تبحث عن بدائل أخرى، وهذا البديل سيكون زيت النخيل وهو مصدر هائل لانبعاثات الكربون، وسيكون الطيران بشكل غير مباشر مسئول عن زيادة كمية زيت النخيل التي تستهلكها النظم الأوروبية.

وأوضح الخبراء أن هناك علاقة بين زيادة استخدام زيت النخيل وزيادة الانبعاثات الكربونية، نظرا لاقتلاع الأشجار القديمة التي تختزن كميات هائلة من الكربون، وهو ما يسير عكس الاتجاه العالمي الذي يستهدف تقليل انبعاثات الكربون لكبح التغيرات المناخية التي طرأت على كوكب الأرض في العقود الأخيرة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

أغذية الحيوانات الأليفة

تعد صناعة الأغذية الحيوانية من المجالات التي قد تلجأ إلى بدائل مختلفة حال استخدام الطيران حصة أكبر من الدهون الحيوانية، حيث تستخدم شركات صناعة الأغذية الحيوانية حاليا قدرا كبيرا من المنتجات الثانوية الحيوانية للمساعدة في توفير الطعام لنحو 38 مليون حيوان أليف في المملكة المتحدة فقط.

وتؤكد نيكول بالي، نائبة الرئيس التنفيذي لرابطة “يو كيه بيت فود” التجارية أن هذه مكونات ذات قيمة بالنسبة لمجال صناعة الأغذية الحيوانية ويصعب استبدالها، لذا فإن تحويل هذه المكونات إلى وقود حيوي يسبب مشكلة أخرى.

وأشارت “بالي” إلى أن اقتصاد قطاع الطيران ضخم جدًا ويصعب على مجال صناعة أغذية الحيوانات الأليفة المنافسة على الدهون الحيوانية.

للحد من البصمة الكربونية للسفر الجوي.. قرار أوروبي جديد لدعم الوقود الأخضر

صعود يعبّر عن التغيير.. مقارنة بين مبيعات سيارات الوقود والكهربائية خلال 10 سنوات

تقنيات توفير الوقود الأكثر استخدامًا في شركات السيارات العالمية