يعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكًا، ويتسبب في وفاة نحو 88% من المصابين به، وأحد أكثر أنواع السرطانات صعوبة في العلاج، إذ ينتكس نحو 90% من المصابين بعد الجراحة، في غضون سبعة إلى تسعة أشهر.
ورغم ذلك، فإن مستقبل علاج سرطان البنكرياس -وحتى الوقاية منه- قد يكون أكثر إشراقًا، حيث طور باحثون من BioNTech لقاحات mRNA مخصصة لمرضى سرطان البنكرياس.
كيف يعمل اللقاح؟
تعمل اللقاحات المخصصة عن طريق توصيل التعليمات إلى خلايا معينة، لإنتاج بروتين يؤدي إلى استجابة مناعية ويهاجم الخلايا السرطانية في البنكرياس.
وفقًا للدراسة الصغيرة، التي نُشرت في مجلة Nature، تسببت اللقاحات في استجابة مناعية فعالة ودائمة في 8 من أصل 16 مشاركًا، كما تعرفت أجهزة المناعة لدى المرضى على الخلايا السرطانية وكافحتها.
وأوضح مؤلف الدراسة، بنجامين جرينباوم: “النتيجة الرئيسية هي أن لدينا دليلًا على أنه قد تكون هناك قدرة على استهداف المستضدات الجديدة في سرطان البنكرياس باستخدام اللقاح”.
لكن خبراء لم يشاركوا في الدراسة، ذكروا أنه قد يستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن يصبح اللقاح متاحًا.
وقال جرينباوم: “هذا لقاح شخصي، أي تم إنشاؤه من طفرات معينة في ورم المريض والتي تخلق بروتينات جديدة في الورم يمكن أن يراها الجهاز المناعي”.
ولصنع اللقاحات، أخذ الباحثون من نيويورك أولًا عينة من ورم كل مريض وأرسلوها إلى ألمانيا؛ لإجراء تحليل DNA وRNA في الأورام للعثور على بروتينات فريدة تسمى neoantigens.
وأشار جيمس فاريل، مدير مركز ييل لأمراض البنكرياس: “هذا ليس مناسبًا للجميع. لقد تم استئصال أورام هؤلاء المرضى وتحليلها على مستوى الحمض النووي والحمض النووي الريبي. بعد ذلك، اختار المحققون تسلسل الحمض النووي والحمض النووي الريبي الذي يتوافق مع ما يعرف باسم المستضدات المستحدثة”.
ما مدى قربنا من لقاحات السرطان؟
بينما أظهرت التجربة نتائج واعدة في مجموعة صغيرة من المرضى، حذر خبراء آخرون لم يشاركوا في الدراسة من أنه قد تكون هناك عوامل مثل العلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى التي تسهم في سبب استجابة بعض المرضى للقاح بشكل جيد.
وقال أنيربان ميترا، المدير العلمي لمركز الشيخ أحمد لأبحاث سرطان البنكرياس في جامعة تكساس: “يجب على المرء أن يكون متفائلًا ولكن بحذر، لأنه يجب أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أن المرضى قد تلقوا علاجات أخرى”.
وتابع أن هذه مرحلة أولى من التجارب، وأهم سؤالين في المرحلة الأولى هما الأمان والجدوى، مضيفًا أن التجارب المستقبلية يجب أن تضم المزيد من المرضى.
واختتم بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت لإجراء تجربة المرحلة الثانية ثم المرحلة الثالثة إذا حدث هذا النجاح، ويمكن أن يستغرق ذلك ما بين ثلاث إلى خمس سنوات أو أكثر.
سرطان الجلد.. كل ما تريد معرفته عنه