بعد مرور أكثر من 50 عامًا على التقاطها، لا يزال يُنظر إلى صورة “Earthrise” أو شروق الأرض كواحدة من أكثر الصور البيئية شهرة وتأثيرًا على الإطلاق، والتي ساهمت في تغيير العالم.
لحظة الالتقاط
عشية عيد الميلاد عام 1968، التقط طاقم مركبة أبولو 8 والتي أطلقتها وكالة “ناسا” الأمريكية للدوران حول الأرض، مشهدًا رائعًا وهم يدورون حول القمر، كانت الأرض تظهر مضيئة في وسط الظلام في الفضاء وكأنها شمس تشرق على القمر.
أُصيب رواد الفضاء وقتها بالذهول من المشهد، ولكن كان لدى رائد الفضاء بيل أندريس من سرعة البديهة ما جعله يلتقط الكاميرا ليُسجل هذا المشهد البديع، الذي أصبح فيما بعد أحد أشهر الصور في العالم.
وكانت “شروق الشمس” أول صورة ملونة للأرض مأخوذة من الفضاء وتم تداولها بسرعة في جميع أنحاء العالم.
ويُنسب الفضل إلى الصورة على نطاق واسع في دفع الحركة البيئية العالمية، وإنشاء يوم الأرض في عام 1970، وهو حدث سنوي يعزز النشاط والوعي البيئيين.
ويقول مايكل بريتشارد، مدير البرامج في الجمعية الملكية للتصوير “Royal Photographic Society” في المملكة المتحدة: “إنها صورة مثالية، لقد كانت ملونة وعالية الدقة، وقدمت منظورًا للأرض لم يسبق رؤيته من قبل”.
ويضيف: “لقد أظهرت بوضوح الأرض من الفضاء، ووضعتها في سياق لم نشهده من قبل”.
الحركات البيئية
في أواخر الستينيات، كانت الرؤى والنشاط البيئي تجتاح الولايات المتحدة وأوروبا بسرعة.
وفي أعقاب التقاط الصورة، تأسست المجموعات البيئية Friends of the Earth وGreenpeace في عامي 1969 و 1971 على التوالي، كما أنشأت حكومة الولايات المتحدة وكالة حماية البيئة في عام 1970.
وبعد ثمانية عشر شهرًا من نشر الصورة، نزل 20 مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على الدمار البيئي، فيما تم اعتباره أول يوم للأرض.
تقول كاثلين روجرز، رئيسة شبكة يوم الأرض، إن صورة “شروق الأرض” لعبت دورًا محوريًا في تشجيع الناس على المشاركة في النشاط البيئي.
وتُشير إلى أن الملصقات الخاصة بيوم الأرض في عام 1970 ظهرت جميعها على هيئة صورة “شروق الأرض”.
وبمجرد نشر الصورة، بدأ أعضاء الكونجرس وزعماء العالم جميعًا يتحدثون عن مدى هشاشة الأرض، وضرورة النظر إلى التغيرات البيئية التي تحدث للكوكب.
ولفت بريتشارد إلى أن الصورة أوضحت أن الأرض ليست شيئًا يمكننا أن نأخذ منه باستمرار، وعلينا الحفاظ عليه، وكان ذلك هو مصدر قورة صورة “شروق الأرض” وأهميتها.
وقال: “كانت قادرة على تلخيص الكثير مما يمكن أن يُكتب في المستندات والأوراق، في صورة واحدة”، وعلى الرغم من تاريخها ورسالتها القوية، لا زالت “شروق الأرض” قادرة على إثارة الوعي البيئي.
لماذا يحتاج رواد الفضاء للدخول في حالة “سبات” خلال رحلاتهم؟