يشهد العالم في الفترة الحالية طفرة وتحولًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي مما ينذر بتغير شكل الحياة تمامًا في القريب العاجل، حيث سيزيد دور الروبوت في حياتنا اليومية وتتنوع مهامه، نظرًا لإمكانياته الكبيرة التي تفوق توقعاتنا في بعض الأحيان، بل أصبح الروبوت يشكل خطرًا على كثير من الوظائف سواء المكتبية أو تلك التي تحتاج إلى مجهود بدني، وكان من ضمن الأسئلة التي تبادرت إلى ذهن قطاع كبير هل سنرى روبوتًا يعيش معنا في المنزل قريبًا ليكون بديلًا للعاملة المنزلية؟
روبوت الدردشة أكثر تطورًا
يقول الدكتور إبراهيم المسلّم الباحث والمتخصص في الذكاء الاصطناعي، إن هناك طفرة كبيرة حدث في السنوات القليلة الماضية في مجال الروبوتات وقدراتها على إنجاز المهام والوظائف، لكن يجب التفرقة بين الروبوت المدمج في الحاسوب والذي يقدم بيانات، وبين الروبوت الحركي، فالأول قد وصل إلى مراحل متقدمة جدًا مثلما رأينا روبوتات الدردشة صاحبة القدرات الهائلة في إنشاء النصوص بسرعة فائقة، والقادرة على إنجاز العديد من الوظائف المكتبية القائمة على تحرير النصوص أو تحليل بيانات.
وأضاف “المسلم” أن النوع الآخر من الروبوتات هي التي تتحرك لإنجاز المهام الحركية، والتي تشهد أيضًا طفرة كبيرة لكن ليس بنفس حجم تطور روبوتات البيانات، وبحسب ما نراه في الآونة الأخيرة من الصعب أن نرى في القريب العاجل روبوتًا قادرًا على القيام بالمهام المنزلية كاملة بدقة وسرعة عالية مثلما يحدث مع روبوتات الدردشة.
الروبوتات ستصبح كيانات شبه مستقلة
أوضح الدكتور إبراهيم المسلّم أن الذكاء الاصطناعي مستمر في التطور وفي مراحل قريبة سيتحول من آلة تنفذ الأوامر إلى كيان شبه مستقل التفكير والقرارات وهناك دلالات أنها ستملك أشياء شبيهة بالمشاعر، وآنذاك سيكون السيطرة عليها أصعب من الآن، إن لم نجد آليات محكمة للتحكم بها.
وأشار المسلم إلى أن الإنسان وصل إلى التطور والإمكانات التي تؤهله لصناعة روبوت لديه مخ شبيه بالمخ البشري بل ويتفوق عليه لما لدينا من قدرة على نقل كم هائل من البيانات والتقنية التي تسمح بذلك، ولعل روبوت “CHATGPT” بقدراته الهائلة خير مثال على ما يمكننا الوصول إليه إن استمر العلماء في إكسابه المزيد من المهارات والإمكانات والتقدم بنفس السرعة.
الذكاء الاصطناعي والحروب
حول استخدامات تقنية الذكاء الاصطناعي في صنع الجيوش أو المشاركة في الحروب قال “المسلم” إن الفكرة بحد ذاتها قابلة للتطبيق، لكن ما زال ينقصها الكثير من العمل لحوكمة الأمر، من خلال وضع قوانين لهذه الآلات للسير عليها مثل الأسلحة المحظور استخدامها والاستراتيجيات القتالية وغيرها من الأمور التي تختلف بحسب طبيعة المهمة المطلوب تنفيذها في كل معركة.
وأشار “المسلم” إلى أنه حتى الآن لم يتم الإفصاح عن أي تجارب حقيقية في هذا المجال، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الشؤون العسكرية ما زال مرتبطًا بالتحكم البشري بشكل الكامل.
غوغل إلى تزويد محرك بحثها الشهير بالذكاء الاصطناعي
فيديو| متخصص تقني يوضح: هل يسيطر الروبوت على العالم على غرار أفلام هوليوود؟