يلعب التفكير الإيجابي دورًا مهمًا في علم النفس الإيجابي، وهو مجال فرعي مخصص لدراسة ما يجعل الناس سعداء.
وجدت الأبحاث أن التفكير الإيجابي يمكن أن يساعد في التعامل مع الإجهاد، كما يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصحة العامة والرفاهية.
في هذا الموضوع نتناول ماهية التفكير الإيجابي والفوائد الصحية للإيجابية، كما نستكشف بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتصبح مفكرًا أكثر إيجابية.
ما هو التفكير الإيجابي؟
يعني التفكير الإيجابي التعامل مع تحديات الحياة بنظرة إيجابية، وهذا لا يعني رؤية العالم من خلال عدسات وردية بتجاهل الجوانب السلبية للحياة أو التغاضي عنها.
إنه لا يعني بالضرورة تجنب المواقف الصعبة، لكنه بدلاً من ذلك، يعنى بتحقيق أقصى استفادة من العقبات المحتملة، ومحاولة رؤية الأفضل لدى الآخرين، والنظر إلى نفسك وقدراتك من منظور إيجابي.
علم النفس الإيجابي والتفكير الإيجابي
هناك اختلاف بين المصطلحين، فالتفكير الإيجابي يدور حول النظر إلى الأشياء من وجهة نظر إيجابية، وهو نوع من التفكير يركز على الحفاظ على موقف إيجابي ومتفائل، أما علم النفس الإيجابي هو فرع من فروع علم النفس يدرس آثار التفاؤل، وأسبابه، ومتى يتم استخدامه بشكل أفضل؟
فوائد التفكير الإيجابي
يرتبط التفكير الإيجابي بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، منها: إدارة أفضل للضغوط ومهارات التأقلم، تعزيز الصحة النفسية، مقاومة أكبر لنزلات البرد، زيادة الرفاه الجسدي، انخفاض معدلات الاكتئاب، وتقليل مخاطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 1558 من كبار السن أن التفكير الإيجابي يمكن أن يقلل أيضًا من الضعف أثناء الشيخوخة.
ووجدت دراسة أجريت عام 2018 نشرت في مجلة Journal of Aging Research أن امتلاك موقف عقلي إيجابي مرتبط بانخفاض معدل الوفيات على مدى 35 عامًا، وكان الأشخاص الذين لديهم نظرة أكثر إيجابية أيضًا أكثر عرضة لممارسة التمارين البدنية بانتظام، وتجنب التدخين، وتناول نظام غذائي صحي، والحصول على مزيد من النوم الجيد.
كيف تمارس التفكير الإيجابي؟
على الرغم من أنك قد تكون أكثر عرضة للتفكير السلبي، إلا أن هناك استراتيجيات يمكنك استخدامها لتصبح مفكرًا أكثر إيجابية.
لاحظ أفكارك: ابدأ في الاهتمام بنوع الأفكار التي تراودك كل يوم، وإذا لاحظت أن العديد منها سلبي، فابذل جهدًا واعيًا لإعادة صياغة طريقة تفكيرك بطريقة أكثر إيجابية.
تحدث مع نفسك بإيجابية: يمكن أن يلعب هذا دورًا مهمًا في تشكيل نظرتك، فقد أظهرت الدراسات أن التحول إلى الحديث الذاتي الإيجابي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مشاعرك وكيفية استجابتك للتوتر.
سلبيات محتملة للتفكير الإيجابي
في حين أن هناك العديد من الفوائد للتفكير الإيجابي، إلا أن هناك أوقاتًا يكون فيها التفكير الواقعي أكثر فائدة، فعلى سبيل المثال، في بعض المواقف، يمكن أن يؤدي التفكير السلبي في الواقع إلى قرارات ونتائج أكثر دقة.
وجدت بعض الأبحاث أن التفكير السلبي والحالات المزاجية يمكن أن تساعد الناس في الواقع على إصدار أحكام أفضل وأكثر دقة.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن التفاؤل الواقعي قد يكون هو الأسلوب المثالي.
كشفت نتائج دراسة أجريت عام 2020 أن الأشخاص الذين أخطأوا في التوقعات، سواء كانت تلك التوقعات متفائلة أو متشائمة، يميلون إلى أن تكون أسوأ حالًا فيما يتعلق بالصحة العقلية مقارنة بالواقعيين.
يشير مؤلفو الدراسة إلى أن خيبة الأمل التي يشعر بها المتفائلون عندما لا تتحقق آمالهم الكبيرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرفاهية، وهذا لا يعني أن الناس يجب أن يجتهدوا ليكونوا مفكرين متشائمين، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص ذوي النظرة السلبية يميلون إلى تحقيق الأسوأ، وبدلاً من ذلك، قد يكون امتلاك نظرة إيجابية عامة تركز على التوقعات الواقعية هو أفضل نهج.
ما هو مساعد الذكاء الاصطناعي “Bard”؟ وكيف يمكنك الاستفادة منه؟
أجهزة جديدة والكثير من “AI”.. أهم ما جاء في مؤتمر “Google” للمطورين 2023