تقنية

علماء يطورون “ساعة” تعمل على إبطاء الشيخوخة

التحكم في الشيخوخة

ابتكر العلماء طريقة جديدة يمكنها التحكم في الشيخوخة التي تُصيب كبار السن، وذلك عن طريق “ساعة وراثية” متذبذبة.

وتعمل الساعة على إبطاء عملية الشيخوخة الخلوية، وخلال الاختبارات اكتشفوا أن خلايا الخميرة تعيش لفترة أطول بكثير من نظيرتها التي لا تحتوي على الخميرة.

كيف تبدأ الشيخوخة؟

تحدث الأعراض المعروفة للشيخوخة كبداية على المستوى الخلوي، وتختبر تلك الخلايا التي تُقدر بالتريليونات تغييرات جزيئية على مدار الحياة، وبمرور الوقت تفقد القدرة على تحمل هذا الضرر ومن ثم تموت.

وتظهر نتيجة ذلك على هيئة تدهور في صحة الشخص بمرور الزمن والتقدم في العمر، وقد تكون الأعراض بسيطة مثل الشيب والتجاعيد، وصولًا إلى بعض الأمراض الأخرى.

وقبل ثلاث سنوات قامت مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، بفك شفرة الآليات الأساسية وراء عملية الشيخوخة.

وبعد تحديد اتجاهين مختلفين تتبعهما الخلايا أثناء الشيخوخة، بدأ الباحثون بالتلاعب جينيًا بهذه العمليات لإطالة عمر الخلايا.

وفي دراستهم وجدوا أن الخلايا تبدو وكأنها تتقدم في العمر من خلال إحدى عمليتين محددتين، تلتزم بمسار واحد ولا تبتعد عن الأخرى.

ويكون الانقسام حوالي 50/50، حتى بين الخلايا من نفس النسب الجينية في نفس البيئة.

يتضمن أحد المسارين تدهور استقرار الحمض النووي، والآخر انخفاض الميتوكوندريا التي تنتج الطاقة للخلايا. وفي كلتا الحالتين، النتيجة النهائية هي نفسها “الموت الخلوي”.

طريقة جديدة

بالنسبة للدراسة الجديدة، طور الفريق طريقة لإبطاء شيخوخة الخلايا عن طريق السماح للخلايا بالتأرجح بين هاتين العمليتين المختلفتين.

ولمواصلة تشبيه المسار، ستصل إلى وجهتك النهائية (موت الخلية) بشكل أسرع إذا اتبعت مسارًا واحدًا مباشرة حتى النهاية، ولكن بالركض ذهابًا وإيابًا بين الاثنين، سيستغرق الأمر وقتًا أطول.

ولإنجاح هذا الأمر، أعاد الفريق توصيل دائرة تنظيمية مركزية للجينات تتحكم في شيخوخة الخلية، عادةً ما يعمل مثل مفتاح تبديل، يرسل خلية معينة إلى مسار معين.

ولكن في هذه الحالة قام الباحثون بتعديلها لتعمل كمذبذب جيني على هيئة ساعة، يؤدي ذلك إلى تشغيل الخلية للتبديل بشكل دوري من مسار إلى آخر، مما يؤدي إلى إبطاء الوصول إلى وجهة موت الخلية.

وطبّق العلماء تجربتهم على خلايا الخميرة، وأظهرت النتائج أن الخلايا التي خضعت لسيطرة مذبذب جيني عاشت حوالي 82٪ أطول من خلايا الخميرة في العمر الطبيعي.

ووفق العلماء، فإن هذا هو التمديد الأكثر وضوحًا في عمر أي تدخل جيني أو كيميائي سابق للتحكم في الشيخوخة، والذي يحاول إعادة الخلايا إلى حالة تكون فيها أكثر شبابًا.

ولأن خلايا البشر تختلف عن خلايا الخميرة، فالأمر يحتاج لوقت أطول من البحث والدراسة حتى يمكن القول بأن الأمر قد ينجح على الخلايا البشرية.

أبرز استثمارات أثرياء العالم لمحاربة الشيخوخة والعيش طويلًا

5 آليات تتبناها الدول لمواجهة ارتفاع الشيخوخة بين سكانها

العالم آخذ في الشيخوخة .. ما السبب؟