أثارت الأنباء المتداولة عن تسريب أحد الجنود الأمريكيين لمعلومات على منتدى لألعاب الفيديو، جدلًا واسعًا، وهو ما اعتبره الخبراء بمثابة إنذار لتحدٍ جديد أمام أجهزة الأمن.
الجًندي الذي يُدعى جاك تيكسيرا والمتهم بتسريب وثائق حساسة حول الحرب في أوكرانيا وقضايا أخرى، تم تجنيده في الحرس الوطني الجوي، وهو ما مكّنه من الوصول إلى مواد سرية للغاية، وجاءت الاتهامات بعد زعمه التسريب لإقناع أصدقائه في مجموعة ديسكورد للتواصل التي يقضي فيها معظم وقته، بوجهة نظره.
الدردشة في ألعاب الفيديو
مؤخرًا، شهدت غرف الدردشة في ألعاب الفيديو نشر العديد من المواد السرية المسربة، وغالبًا ما يكون للأشخاص الذين يقومون بتسريبها دوافع مختلفة تمامًا عن المخبرين التقليديين، وفق بي بي سي.
وتُعتبر لعبة War Thunder وهي لعبة محاكاة قتالية للمركبات – بما فيها الدبابات والمروحيات والأسلحة الأخرى – من صنع شركة روسية، خير دليلًا على ذلك، إذ شارك اللاعبون فيها العديد من الوثاق السرية الخاصة بأدلة المستخدم للطائرات المقاتلة الأمريكية.
وبحسب لوكاس، وهو أحد المهتمين باللعبة، فإنه خلال اللعب تدور نقاشات حول الأسلحة المستخدمة فيها، ويكون لكل شخص وجهة نظر مختلفة، وأحيانًا يجد بعضهم في هذه الوثائق المسربة حال إتاحتها وسيلة لإثبات وجهة نظره، فيشاركها مع الآخرين.
وعلى الرغم من أن لعبة “وار ثاندر” تفتخر بواقعية أسلحتها، إلا أن هذا الأمر يظل محل نقاش، وفي بعض الأحيان يأتي تسريب الوثائق الفنية السرية كوسيلة لإقناع المطورين بتحديث الأسلحة في اللعبة.
جريمة فدرالية
في يناير الماضي، تم نشر الوثائق العسكرية المتعلقة بالطائرة الأمريكية F-16 على الإنترنت من قبل أحد اللاعبين في اللعبة في خضم نقاش حول قدرات الطائرة.
وخلال مناقشة حول أنظمة التحكم في الطيران والأسلحة بالطائرة، نشر أحد أعضاء المنتدى تفاصيل حول نظام يُعرف باسم لوحة تحكم المتاجر (SCP) ودعم حجتهم بمزيد من الوثائق، بما في ذلك دليل مستخدم الطيار.
وحذر أحد مديري منتدى اللعبة، من الاستمرار في مشاركة هذه الوثائق بغض النظر عن المبررات، وذلك لأنها تُعتبر جريمة فيدرالية.
ولكن بالنسبة لبعض اللاعبين الذين لديهم تصريح أمني، فإن النشر عبر الإنترنت يتفوق على العواقب المحتملة لخرق قوانين الأمن.
بحسب مديرة الأبحاث في Take This، راشيل كويرت، فإن بعض الناس يعتقدون أن العواقب في خرق القانون عبر الإنترنت أقل منه في الواقع، وهو ما يدفعهم للمبالغة.
وتقول: “يعتقد الناس أن عالم الإنترنت وغير متصل بالإنترنت لهما علاقات منفصلة ومختلف، لكن كلاهما ينشئ صداقات مع شعور بالانتماء للمجتمع”.
وتابعت: “لذا، للفوز بجدل أو لإثارة إعجاب الأشخاص الذين طوروا صداقة معهم عبر الإنترنت، فإنهم يأخذون الأمور إلى أبعد من ذلك، إحدى الطرق للقيام بذلك هي نشر مستندات سرية”.
تسريبات متكررة
ويحذر مستشار الصناعة الدفاعية، نيكولاس دروموند، من التورط في مثل هذه الأمور، قائلًا إنه لا بد من وجود دراسة أكبر، موضحًا: “هناك خط واضح جدًا بين المعلومات التي يمكنك مشاركتها والتي لا يمكنك مشاركتها”.
وعلى الرغم من ذلك ، سرب لاعبو “وار ثاندر” المستندات العسكرية سبع مرات على الأقل، والتي تضمنت تفاصيل حول المعدات العسكرية الأمريكية والصينية والبريطانية والفرنسية في السنوات القليلة الماضية.
وفي يوليو 2021، تم تسريب تفاصيل سرية من منشور دعم معدات الجيش، كما تم تسريب دليل المستخدم لدبابة القتال الرئيسية البريطانية تشالنجر 2.
وفي وقت لاحق، ظهرت أيضًا معلومات مماثلة حول دبابة Leclerc الفرنسية والمروحية الهجومية الفرنسية الألمانية Eurocopter Tiger.
وفي يونيو 2022، ظهرت أسرار عسكرية صينية على الإنترنت ، وهي في هذه الحالة نوع من الذخيرة المضادة للدبابات يستخدمها الجيش الصيني.
استقطاب حديث
وفي حين أن الوثائق التي سربها لاعبو اللعبة تقع في المستويات الأدنى من التصنيف، لكنها لا تزال سرية، ونشرها قد يكون محفوفًا بالمخاطر.
وغالبًا ما تسعى الدول المعادية وراء تصميمات الأسلحة التي تمكنها من التفوق على معارضيها، ويرى البعض أن محاولة إغراء الآخرين بالكشف عن الأسرار هو مجرد نسخة أكثر حداثة من استقطاب هؤلاء الأشخاص لإفشاء أسرار عسكرية.
في الوقت الحالي، تم حذف كافة الوثائق من المنتدى، ولكن في ظل الاتجاه المتزايد لمشاركة هذه الوثائق، قد يتكرر هذا الأمر مستقبلًا.
منها أنه بديل لدماغ البشر.. مفاهيم خاطئة عن الذكاء الاصطناعي
كم تكلفة التحول للاعب فيديو محترف في مختلف البلدان؟
الفئران ليست الوحيدة.. الحيوانات الأكثر شيوعًا في التجارب المعملية
