تتصاعد الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يومًا تلو الآخر، وتتزايد معها التخوفات من عواقب هذا الصراع على بعض القضايا الإقليمية وعلى رأسها سد النهضة.
وعلى الرغم من الجمود الذي يسيطر على المفاوضات حول السد بين مصر والسودان (دولتي المصب) من جهة، وإثيوبيا (دولة المنبع) من جهة أخرى، إلا الخلاف بين الدول الثلاث لا زال قائمًا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول تشغيل وملء السد وبسبب قرارات إثيوبيا الأحادية بالملء.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت إثيوبيا أنها انتهت من 90%من من إنشاء السد، ومؤخرًا حذر خبراء من أن أديس أبابا قد تستغل هذا الارتباك السياسي في الداخل السوداني من أجل تنفيذ الملء الرابع، والذي يتزامن مع موسم الفيضان خلال أسابيع قادمة.
عمل التوربينات!
بحسب ما ذكره أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أمس الإثنين، فإن توقف عمل التوربينات يدخل شهره الثاني، إذ إن الأقمار الصناعية رصدت توقف عمل التوربينات منذ يوم 25 مارس الماضي، مع استمرار تدفق المياه من بوابة التصريف الشرقية التي تعمل بنصف طاقتها لإمرار حوالي 20 مليون متر مكعب من المياه في اليوم.
وقال شراقي إن العمل مستمر في إنشاء الخرسانة المسلحة على الممر الأوسط، ولا توجد معلومات دقيقة عن مدى ارتفاع جانبي السد والممر الأوسط.
وأضاف: “سقوط الأمطار سيبدأ تدريجيًا من الأسبوع القادم، ويزداد إيراد النهر عند سد النهضة من 10 ملايين م3 حالياً إلى 25 ثم 60 مليون م3 في مايو ويونيو على الترتيب، وصولًا إلى أشهر الأمطار الرئيسية بدءًا من يوليو حتى أكتوبر”.
وفي هذه الفترة سيتضح موقف إثيوبيا، كما سيتم تحديد كمية الملء الرابع مع معرفة حجم التعلية في الممر الأوسط للسد.
العواقب على دولتي المصب
لا شك في أن إصرار إثيوبيا على تنفيذ الملء الرابع دون تنسيق سيكون له أضرار على مصر والسودان، وهو ما أشار إليه شراقي من قبل في تصريحات لموقع “العربية. نت”، وقال وقتها إن هذه الأضرار تختلف ما بين مائية وسياسية وقانونية وبيئية.
ولفت إلى أن إثيوبيا قد تتبنى سياسية الأمر الواقع في جميع مشروعاتها المستقبلية والهيمنة على الأنهار الدولية، والانفراد بقرارات مثل كميات المياه المحتجزة، دون التنسيق مع الدول المعنية.
كما يؤثر الملء الرابع على السياسة الزراعية في مصر، بسبب الغموض حول كميات المياه التي سيتم تخزينها، وتخفيض المساحات المزروعة من بعض المحاصيل مثل الأرز وقصب السكر والموز.
بخلاف ذلك، فإن وزن السد النهضة الذي يبلغ 150 مليون طن، بالإضافة إلى حوالي 30 -35 مليار طن من المياه المخزنة، سيؤدي إلى مزيد من الضغط على المنطقة مما يتسبب في تنشيط الفوالق والتصدعات قد تؤدي إلى زلازل.
فيديو| لماذا تتصاعد مخاوف ارتداد حرب السودان على القارة بأكملها؟ دبلوماسي سابق يُجيب
السودان: هدنة 72 ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع
الصراع في السودان.. قلق من استغلال إثيوبيا للحرب لتنفيذ الملء الرابع