منوعات

مسجد “الزبير بن العوام” .. حاضر يصف عراقة الماضي

بالقرب من قصر الإمارة التاريخي شمال طريق الملك عبدالعزيز، يقع مسجد الزبير بن العوام أحد أبرز المساجد الآثرية فى المملكة، والذي يعود بناؤه إلى عام 1386 هـ، في عهد الأمير خالد بن أحمد السديرى، وهو أول جامع في منطقة السوق الشعبي القديم، وكان بناؤه في البداية من الطين، فيما كانت مواضئه على الطراز التراثي الجنوبي.

كان آخر ترميم له قبل 15 عامًا، وتمت إضافة مصلى للنساء حينها ودورتي مياه، وبلغت مساحته قبل وبعد الترميم 1436م²، وطاقته الاستيعابية 1000 مصل قبل وبعد الترميم، يعتمد المسجد بشكل رئيسي على طريقة بناء تقليدية تستخدم فيها المداميك الأفقية، كما تسقف مبانيه بملامح تراثية تأخذ شكل الخشب المستخرج من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر.

مشروع ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية

يدخل المسجد ضمن المرحلة الثانية من مشروع سمو الأمير محمد بن سلمان، لتطوير المساجد التاريخية، ومعالجة ما لحق به من ملامح بناء حديثة بعد أن تعرض لعمليات ترميم استخدمت مواد غير أصلية.

من المقرر أن يستعيد المسجد أصالته على طراز منطقة نجران التراثي، وإعادة ما يتسم به من فن معماري يظهر على شكل زخارف بارزة ونقوش مستوحاة من الثقافة المحلية، كما سيتم تطوير المئذنة التي تحتوي على سلم داخلي ونوافذ وتمثل البناء المحلي، مع المحافظة على نظام بنائه المخروطي الذي يجعل المباني قادرة على مقاومة الظروف المناخية والهواء، كما سيتم الاستغناء عن الأبواب والنوافذ ذات الطراز الحديث مما سيعيد للبناء رونقه التراثي.

ويهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، إلى إعادة تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا في جميع أنحاء المملكة، وتشمل مرحلته الثانية 30 مسجدًا من المساجد ذات الأهمية التراثية والتاريخية، بواقع 6 مساجد في منطقة الرياض، و5 مساجد في مكة المكرمة، و4 مساجد في المدينة المنورة، و3 مساجد في عسير، ومسجدان في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.

الحفاظ على الهوية العمرانية

وترتبط تلك المساجد بأحداث السيرة النبوية، أو تاريخ المملكة، وإبراز أبعادها الحضارية والثقافية من خلال الحفاظ على خصائصها العمرانية الأصيلة، وذلك بتنفيذ مجموعة من الشركات السعودية المتخصصة في معالجة المباني التراثية، بمشاركة مهندسين سعوديين يعملون على التأكد من الحفاظ على الهوية العمرانية لكل مسجد منذ تأسيسه حتى التطوير.

ويتلخص المشروع في 4 أهداف استراتيجية، أولهم تأهيل المساجد للعبادة والصلاة واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، إبراز البعد الحضارى للمملكة، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، وأخيراً إبراز البعد الثقافي والحضاري الذي تركز عليه المملكة فى رؤية 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.

مسجد الحوزة بعسير.. حكاية تراث عمراني عمره 14 قرنًا

“جواثا”.. هذه قصة ثاني مسجد صُليت فيه الجمعة في الإسلام

صور| حكاية 5 مساجد مكية شاهدة على أحداث السيرة والرسالة النبوية