في ظل الجلبة التي أحاطت بمثول دونالد ترامب أمام القضاء، أمس الثلاثاء، في اتهامات جنائية تتعلق برشاوى تم تقديمها لعدة أطراف، أُثير التساؤل حول ما إذا كان ترامب الرئيس الأول في الولايات المتحدة الذي تعرّض للتوقيف.
وللإجابة على هذا السؤال، لا بد من العودة بالتاريخ قليلًا إلى ما قبل 150 عامًا، عندما ألقى شرطي القبض على رئيس الولايات المتحدة وقتها.
خطر السرعة
كان يوليسيس غرانت هو صاحب الحالة الأولى لرئيس أمريكي تم توقيفه، وهو صاحب الصورة الشهيرة على العملة من فئة 50 دولارًا.
وغرانت هو الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، الذي تولى الحكم في 1869، بعد 4 سنوات من الحرب الأهلية الأمريكية، عندما كان القائد العام لجيش الاتحاد.
كان معروف عن غرانت حبه للخيول السريعة، وكان هذا الشغف هو الذي أوقعه في المتاعب عام 1872، عندما أصبح الرئيس الوحيد في الولايات المتحدة الذي تم القبض عليه خلال فترة وجوده في منصبه.
الشخص الذي حظى بتنفيذ هذا الاعتقال التاريخي هو الضابط ويليام ويست، الذي وُلد في العبودية في العبودية 1842، وشارك ويست في القتال في الغرب ضمن جيش الاتحاد في الحرب الأهلية، قبل أن ينضم إلى قسم شرطة العاصمة واشنطن.
كان ويست واحدًا من بين ضابطين أمريكيين من أصل أفريقي في القسم، وفي هذا التوقيت تم إرساله إلى وسط المدينة للتحقيق في مخالفات تجاوز السرعة للعربات التي تجرها الخيول.
وفي أحد الأيام، كان الرئيس غرانت يتسابق على الطريق بعربته بسرعة غير آمنة، عندما حذره الشرطي ويست، ووقتها اعتذر الرئيس ووعد بألا يحدث ذلك مرة أخرى.
ولكن في اليوم التالي مباشرة، خرج ويست ليقوم بدوريات في نفس المنطقة مرة أخرى، وكان الرئيس يتجول بنفس السرعة، وهنا قرر ويست اتخاذ قرار صعب بتوقيف الرئيس الأمريكي.
الامتثال للواجب
ووفقًا لمقال نُشر في صحيفة “صانداي ستار” في 1908، فإن ويست قال للرئيس “أنا آسف جدًا للقيام بذلك مع رئيس الأمة، أنا رجل شرطة والواجب يحتم علي فعل ذلك، وسأضعك رهن الاعتقال”.
بعد ذلك اصطحب ويست رئيس الولايات المتحدة إلى مركز الشرطة، حيث دفع 20 دولارًا كغرامة، والتي تبلغ قيمتها الآن بما يقرب من 500 دولار.
وكان من المقرر أن يمثل غرانت أمام المحكمة في اليوم التالي، ولكنه لم يحضر، وعلى الرغم من عدم تواجده في المحكمة، إلا أنه قال فيما بعد: لا تجعل رجلًا مذنبًا يهرب، لا يجوز لأي موظف أن يلتفت لأي اعتبارات شخصية أثناء تأدية الواجب العام”.
هكذا ستجري محاكمة دونالد ترامب.. وهذه نتائجها المُتوقعة