أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، يوم الاثنين، أن فنلندا ستصبح رسميًا دولة كاملة العضوية في الحلف اعتبارًا من غد الثلاثاء وستشارك في كافة اجتماعاته.
وعلى الرغم من أن روسيا مشغولة في حربها مع أوكرانيا، إلا أنها بالتأكيد لن تنسى تحذيرها فنلندا والسويد لسنوات عديدة من أنها سترد إذا حاولتا الانضمام إلى الناتو.
حذّر مركز الأمن الأمريكي الجديد “CNAS” الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أن تتخذ روسيا الردود التالية على المدى القريب والبعيد.
الردود الروسية المتوقعة على المدى القصير
نظرًا لانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وإجبارها على نقل القوات من شمال أوروبا إلى الأراضي الأوكرانية، فإن قدرة موسكو على تشكيل تحد عسكري تقليدي في الشمال والبلطيق والقطب الشمالي تتضاءل مؤقتًا. للتعويض عن ذلك، قد يلجأ الدب الروسي إلى تكتيكات الحرب الهجينة، واستخدام أدوات عدوانية غير تقليدية، مثل تخريب خطوط الأنابيب والهجوم على البنية التحتية باستخدام الطائرات المسيرة.
قد تستخدم روسيا تكتيكات هجينة أخرى بخلاف الهجمات على البنية التحتية الحيوية وتسليح المهاجرين. قد يشمل ذلك حملات تضليل تهدف إلى إثارة الاضطرابات السياسية المحلية، والتهديدات بزيادة تلويث بحر البلطيق عبر كالينينغراد، والهجمات الإلكترونية على فنلندا والسويد، والتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”.
ويتوقع الخبراء زيادة التركيز على القدرات النووية لروسيا. من المتوقع أن تلجأ روسيا إلى مزيد من التخويف النووي والإشارة إلى المضي قدمًا في التعامل مع تصورها المتزايد للتهديد الإقليمي بعد عضوية فنلندا والسويد في الناتو.
الردود طويلة المدى
يقول تقرير “CNAS” أن روسيا ستركز على الردع التقليدي على طول الجناح الشمالي الغربي لروسيا. نظرًا لأن التغييرات في البنية الأمنية الأوروبية الناتجة عن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو ستستمر، فسوف تتكيف روسيا في النهاية بمجرد أن تتعافى من خسائرها.
ويرى التقرير أن روسيا قد تتجه إلى زيادة النشاط العسكري الاستفزازي في منطقة الشمال والبلطيق والقطب الشمالي، فبمجرد أن تعيد تشكيل قواتها، من المرجح أن تصبح أكثر حزمًا في معالجة التهديد المتصور من الناتو.
ويوضح أن موسكو إذا كانت تبحث عن فرص لإثبات مكانتها كقوة عظمى، فقد تقوم في كثير من الأحيان بإجراء تمارين جوية وبحرية استفزازية في مسرح الشمال والبلطيق والقطب الشمالي.
خلال العقد الماضي، قامت روسيا بشكل دوري بمضايقة الأصول البحرية الغربية في البحر النرويجي وبحر البلطيق، كما استخدمت طائراتها المتمركزة في شبه جزيرة كولا للطيران بالقرب من حدود النرويج وفي فجوة جرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة للتحقيق في الدفاع الجوي.
في حين أن مثل هذه الأنشطة قد تنخفض مؤقتًا على المدى القصير مع تركيز روسيا اهتمامها على أوكرانيا، إلا أنه من المتوقع أن تزداد على المدى الطويل، إذ تحاول روسيا ترهيب فنلندا والسويد لاستعادة التفوق في شمال أوروبا. قد يكون أرخبيل سفالبارد والمنطقة المحيطة بقاعدة ثول الجوية في جرينلاند أهدافًا للنشاط العسكري الروسي الاستفزازي في المستقبل، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للغرب.
قد تصعّد روسيا أيضًا رد الفعل تجاه تصرفات الناتو في شمال أوروبا. فقد أوضحت موسكو أنها ستتابع عن كثب الدور الذي ستلعبه السويد وفنلندا في الناتو، وستتطلع بلا شك إلى أي ترقيات للمطارات، أو مرافق استخباراتية جديدة، أو تغييرات في التكتيكات في تدريبات الناتو في المنطقة.
مع مرور السنين، من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التدريبات العسكرية في الأجزاء الشمالية من النرويج وفنلندا والسويد. علاوة على ذلك، مع تمركز الدفعة الأولى من طائرات F-35 الفنلندية في لابلاند في عام 2026، ستصبح المنطقة مضيفة لثاني أكبر تجمع لطائرات F-35 في العالم بعد ألاسكا، ومن المرجح أن تستقبل روسيا قوات الناتو الإضافية والمعدات والمرافق في المنطقة بموقف أكثر عدوانية.
مناورات “الناتو” في بحر الشمال.. تدريبات عسكرية أم بروفة للحرب ضد روسيا؟
حلف الناتو: ما هي استراتيجية “سلك التعثر”؟ وهل لا تزال ذات جدوى حتى اليوم؟