تخبرنا أجسادنا بطريقة ما في مرحلة من اليوم أننا بحاجة إلى الذهاب إلى الفراش، فهل تساءلت يومًا لماذا ننام؟ وما الذي يحدث لنا خلال النوم؟
لا يزال الكثير غير معروف عن الغرض من النوم، ومع ذلك، فمن المتقرر عند العلماء أنه لا يوجد تفسير واحد فقط لسبب حاجتنا إلى النوم، من المحتمل أن يكون ضروريًا لأسباب بيولوجية عديدة، إليك أبرزها:
الحفاظ على الطاقة
تحتاج أجسامنا إلى النوم للحفاظ على الطاقة، فهو يسمح لنا بتقليل احتياجاتنا من السعرات الحرارية من خلال قضاء جزء من وقتنا في العمل مع التمثيل الغذائي المنخفض.
هذا المفهوم مدعوم بالطريقة التي ينخفض بها معدل الأيض أثناء النوم، حيث تشير الأبحاث إلى أن 8 ساعات من النوم للإنسان يمكن أن توفر طاقة يومية بنسبة 35% على اليقظة الكاملة.
استعادة الخلايا
هناك ما يعرف باسم “النظرية التصالحية، والتي تقول إن الجسم يحتاج إلى النوم لاستعادة المفقود منه.
الفكرة هنا هي أن النوم يسمح للخلايا بالتعافي وإعادة النمو، ويتم دعم ذلك من خلال العديد من العمليات المهمة التي تحدث أثناء النوم، بما في ذلك بناء العضلات، وتخليق البروتين، ونمو الأنسجة.
أداء الوظائف الدماغية
تقول نظرية “ليونة الدماغ” إن النوم ضروري لوظيفة العقل، حيث يسمح للخلايا العصبية بإعادة تنظيم نفسها.
عندما تنام، يقوم نظام “دماغك الجليمفاوي” بإزالة الفضلات من الجهاز العصبي المركزي، والمنتجات الثانوية السامة التي تتراكم على مدار اليوم، مما يسمح لعقلك بالعمل بشكل جيد عندما تستيقظ.
تشير الأبحاث إلى أن النوم يساهم في وظيفة الذاكرة عن طريق تحويل الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى، وكذلك عن طريق محو أو نسيان المعلومات غير الضرورية التي قد تسبب فوضى في الجهاز العصبي.
تعزيز الصحة العاطفية
أثناء النوم، يزداد نشاط الدماغ في المناطق التي تنظم المشاعر، مما يدعم وظيفة الدماغ الصحية والاستقرار العاطفي.
أحد الأمثلة على كيف يمكن للنوم أن يساعد في تنظيم المشاعر يحدث في اللوزة. هذا الجزء من الدماغ، الموجود في الفص الصدغي، هو المسؤول عن الاستجابة للخوف. إنه ما يتحكم في رد فعلك عندما تواجه تهديدًا محسوسًا.
عندما تحصل على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن تستجيب اللوزة بطريقة أكثر تكيفًا. ولكن إذا كنت محرومًا من النوم، فمن المرجح أن تبالغ اللوزة في رد فعلها.
الحفاظ على الوزن
يؤثر النوم على وزنك من خلال التحكم في هرمونات الجوع. وتشمل هذه الهرمونات الجريلين الذي يزيد الشهية، واللبتين الذي يزيد الشعور بالشبع بعد الأكل.
أثناء النوم، ينخفض هرمون الجريلين لأنك تستخدم طاقة أقل مما كنت عليه عندما تكون مستيقظًا.
في المقابل، ترفع قلة النوم مستوى هرمون الجريلين وتثبط هرمون اللبتين. هذا الخلل يجعلك أكثر جوعًا، مما قد يزيد من خطر تناول المزيد من السعرات الحرارية واكتساب الوزن.
تحسين مستويات الأنسولين في الدم
الأنسولين هو هرمون يساعد خلاياك على استخدام الجلوكوز أو السكر للحصول على الطاقة، ولكن في مقاومة الأنسولين، لا تستجيب خلاياك للأنسولين بشكل صحيح.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وفي النهاية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
قد يقي النوم من مقاومة الأنسولين. يحافظ على صحة خلاياك حتى تتمكن من امتصاص الجلوكوز بسهولة.
تعزيز المناعة
يعتمد نظام المناعة الصحي والقوي على النوم. تظهر الأبحاث أن الحرمان من النوم يمكن أن يثبط الاستجابة المناعية ويجعل الجسم عرضة للجراثيم.
عندما تنام يصنع جسمك السيتوكينات، وهي بروتينات تقاوم العدوى والالتهابات. كما أنه ينتج بعض الأجسام المضادة والخلايا المناعية. تعمل هذه الجزيئات معًا على منع المرض عن طريق تدمير الجراثيم الضارة.
دعم صحة القلب
في حين أن الأسباب الدقيقة غير واضحة، يعتقد العلماء أن النوم يدعم صحة القلب. ينبع هذا من الارتباط بين أمراض القلب وقلة النوم.
تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC” إن الشخص البالغ العادي يحتاج إلى 7 ساعات. الحصول على أقل من ذلك بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، كثير منها يمكن أن يضر بصحة قلبك، بما في ذلك أمراض ضغط الدم المرتفع، وزيادة نشاط الجهاز العصبي، وزيادة الالتهاب، وارتفاع مستويات الكورتيزول، وزيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين.
ماذا يحدث عندما ننام؟
يمر جسمك بأربع مراحل من النوم. تحدث هذه الدورة عدة مرات طوال الليل لفترات زمنية مختلفة، تتراوح من 70 إلى 120 دقيقة لكل منها، وتتكرر المراحل عمومًا حوالي أربع إلى خمس مرات خلال فترة النوم التي تتراوح من 7 إلى 9 ساعات.
يشتمل النمط على مرحلتين رئيسيتين من النوم: نوم حركة العين غير السريعة “non-REM”، ونوم حركة العين السريعة “REM”. تتضمن المراحل الأربع للنوم ثلاث مراحل من النوم غير الريمي ومرحلة واحدة من نوم الريم.
كما توحي الأسماء، يتميز النوم غير الريمي بغياب حركات العين، بينما يتميز نوم الريم، عند حدوث الحلم، بحركات العين السريعة، وسماتها كالتالي:
– المرحلة 1: نوم غير حركة العين السريعة: تحدث عندما تغفو لأول مرة، وتستمر لمدة 7 دقائق، وخلالها يدخل جسمك في نوم خفيف، تتباطأ موجات دماغك ومعدل ضربات قلبك وحركات عينيك.
– المرحلة الثانية: نوم غير حركة العين السريعة: هذه هي المرحلة النوم الخفيف قبل النوم العميق مباشرة، وتمثل معظم وقت النوم. تنخفض درجة حرارة جسمك، وتتوقف حركات عينيك، ويستمر معدل ضربات قلبك وعضلاتك في الاسترخاء. ترتفع موجات دماغك لفترة وجيزة ثم تبطئ.
– المرحلة 3: نوم غير حركة العين السريعة: يبدأ النوم العميق في المرحلتين 3 و4. لا تتحرك عيناك وعضلاتك، وتتباطأ موجات دماغك أكثر، وفي هذه المرحلة يجدد جسمك طاقته ويصلح الخلايا والأنسجة والعضلات.
– المرحلة 4: نوم الريم: تحدث هذه المرحلة لأول مرة بعد حوالي 90 دقيقة من النوم. تتحرك عيناك بسرعة من جانب إلى آخر أثناء نوم حركة العين السريعة، كما تزداد موجات دماغك وحركات عينيك، وتحدث فيها الأحلام.
لماذا يجب تعزيز الإبداع في أماكن العمل؟