أصبح الذكاء الاصطناعي رائجًا في عالم التقنية، خاصة بعد إطلاق ChatGPT وGPT-4.، لقد أظهرت هذه التقنية إمكانيات كبيرة ليس فقط لتغيير حياة العاملين بمختلف الوظائف، ولكن أيضًا الحياة اليومية لديموغرافية أخرى، وهي الأطفال.
في الواقع يستخدم الأطفال بالفعل الألعاب والمنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تكتب قصصًا قبل النوم بنقرة زر واحدة، لذلك نطلق على أطفال اليوم اسم” جيل الذكاء الاصطناعي” لأنهم محاطون بالذكاء الاصطناعي في كل مكان يذهبون إليه تقريبًا، وتتخذ نماذج الذكاء الاصطناعي قرارات تحدد مقاطع الفيديو التي يشاهدونها عبر الإنترنت، ومناهجهم في المدرسة، والمساعدة الاجتماعية التي تتلقاها عائلاتهم، وأكثر من ذلك.
التأثير مستمر ولن يختفي
وفي هذا السياق قال “سوراب سانغفي” و”جيك براينت”، الشركاء في شركة ماكينزي، إن تأثير الذكاء الاصطناعي سينمو لأن هذه التقنيات لن تختفي وستستمر في التقدم والتأثير على المزيد من مهننا وتفاعلاتنا اليومية”.
وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له دور أكبر في الحياة العملية للأجيال القادمة – وقد تكون المهارات في هذا المجال أحد متطلبات الوظيفة، ويمكن للتغيرات التقنية أن تحدد المسارات الوظيفية.
ما الذي يجب أن تقلق بشأنه؟
هناك مخاوف من أن يكون الذكاء الاصطناعي بمثابة سيف ذو حدين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال.، تتراوح المخاطر من قضايا الخصوصية والأمان إلى الآثار النفسية والسلوكية، وفقًا لتقرير صادر عن اليونيسف والمنتدى الاقتصادي العالمي.
على سبيل المثال الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي، الموجودة في منصات التواصل الاجتماعي ترصد المحتوى الذي يبحث عنه الأطفال (أو أي شخص في هذا الصدد) ويتفاعلون معه، ويملئون خلاصاتهم به – حتى لو كان يمكن أن يكون ضارًا لهم أو للأشخاص من حولهم، وعلى الرغم من أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي قد اتخذت خطوات للتخفيف من المشكلة، إلا أنها لم تتمكن من القضاء عليها.
قد يكون الأطفال أيضًا أقل حرصًا بشأن مشاركة بياناتهم الشخصية عبر الإنترنت، مما يجعلهم أكثر عرضة لانتهاكات البيانات مثل تلك التي ضربت مؤخرًا ChatGPT.
ومن جانبه ذكر تقرير اليونيسف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفاقم عدم المساواة ويديم التحيز، على سبيل المثال، قد تستبعد المدارس التي تستخدم التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي لفرز تطبيقات الطلاب عن غير قصد، ولكن بشكل منهجي أنواعًا معينة من المرشحين”.
قال سانغفي وبراينت الشركاء في شركة ماكينزي: “سيحتاج الأطفال إلى فهم كيفية عمل هذه التقنيات حتى يتمكنوا من فهم القيود والتعزيزات المحتملة وكيفية استخدام هذه الأدوات بشكل فعال”.
كيفية المواجهة؟
ومن جانبها قالت إيمي راوندتري، الأستاذة في جامعة ولاية تكساس والتي عملت على مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي للأطفال التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، عند محاولة تعليم الأطفال عن الذكاء الاصطناعي، فإن البدء على نطاق صغير يعد فكرة جيدة.
وتابعت: “ابدأ بتدريس أساسيات كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، أحاول أن أعلم الأطفال الذكاء الاصطناعي بلغة واضحة وبمستوى فهمهم.”
ويوافق “سانغفي” و”براينت” على ذلك، مشيرين إلى أن هناك العديد من نقاط الانطلاق لتعلم الذكاء الاصطناعي، مثل الرياضيات.
نصائح مهمة
وفقًا للخبراء، لا يتعلق الأمر فقط بفهم الذكاء الاصطناعي، إذ قالوا إن تعلم كيفية التعامل معها لا يقل أهمية، ويتضمن ذلك تعزيز مهارات مثل التفكير النقدي والإبداع التي يمكن أن تكمل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى معالجة المخاطر مثل الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات.
وتابعت راوندتري: “سيصبح فهم الذكاء الاصطناعي مهمًا بشكل متزايد في تكوين مواطنين مسؤولين ومتعلمين يتمتعون بالقدرة على اتخاذ القرارات والدفاع عن أنفسهم في عالم آلي بشكل متزايد”.
وأخيرًا، قال الخبراء إن تعليم الأطفال كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة وأخلاقية أمر حيوي ولا غنى عنه، ويجب أن يفهم الأطفال والشباب أن للذكاء الاصطناعي حدودًا ويمكن أن يكون خاطئًا، كما يجب التأكيد على أنه للذكاء الاصطناعي قيود خطيرة للغاية ويمكن أن تكون نتائجه متحيزة، كما يجب تعليم الشباب التفكير بشكل نقدي حول نماذج الذكاء الاصطناعي ومقدار استخدامها.
سباق الذكاء الاصطناعي.. ماذا قدمت مايكروسوفت؟
“مايكروسوفت” تطوع الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء .. ما القصة؟