يصاحب ترقب الجماهير الكبير لكل مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة استدعاء لذكريات “الكلاسيكو” الممتدة منذ أكثر من 120 عامًا، خاصة تلك الذكرى الأكثر إيلامًا لجمهور “البلوغرانا”، حين تلقى فريقهم الهزيمة على يد غريمه التقليدي بنتيجة (11 – 1).
وبينما يستمر جمهور “الميرينغي” في الاحتفاء بتلك النتيجة قبل كل مواجهة مع برشلونة، يحاول أنصار الأخير إثبات أن الأمر برمته كان مدبّرًا، بالادعاء أن الجنرال فرانثيسكو فرانكو – حاكم إسبانيا من 1939 إلى 1975 – وجّه المباراة لصالح الغريم.
أكبر نتيجة في تاريخ الكلاسيكو
شهد يوم 13 يونيو 1943، أكبر نتيجة في تاريخ مواجهات ريال مدريد على برشلونة، حيث فاز الأول 11-1 في مباراة الإياب في نصف النهائي من كأس الملك.
كان برشلونة قد فاز في مباراة الذهاب 3-0 وسافر إلى ملعب تشامارتين – ملعب ريال مدريد قبل سانتياغو برنابيو- على أمل الوصول إلى النهائي.
ولكن في العودة تبدّلت الأوضاع تمامًا، واستطاع ريال مدريد التقدم بثمانية أهداف نظيفة في الشوط الأول، واكتفى بثلاثية مقابل هدف في الشوط الثاني.
الرواية الكتالونية لمباراة العار
يقول جوان باراو، المؤرخ المتخصص في تاريخ برشلونة، إن “ريال مدريد لا يتباهى بهذه المباراة أبدًا؛ لأنها لم تكن مباراة كرة قدم.”
ويحكي أن “مشجعي برشلونة تعرضوا لإجراءات قاسية وتخويف، ما أجبرهم على عدم حضور مواجهة الإياب”، وهو ما اعترض عليه لاعبو برشلونة التي أقيمت في أجواء “شديدة السمية”.
ادعى العديد من أعضاء فريق برشلونة والطاقم التدريبي في وقت لاحق أنهم تعرضوا للتهديد من قبل الشرطة قبل انطلاق المباراة وأنهم شعروا بالاشمئزاز مما حدث في الدقائق الـ 45 الأولى، لدرجة أنهم لم يرغبوا في استكمال المباراة.
يشاع أن مدير أمن الدولة الإسباني هددهم بفعل ذلك ، لكن باراو يقول: “هذه قصة لم يستطع أحد إثباتها ولم يتبق أي فرد من فريق برشلونة الآن”.
ويضيف: “مع ذلك، كانت هناك تهديدات مبطنة في الصحافة الموالية لفرانكو في التحضير لمباراة الإياب في مدريد. هذه التحذيرات جعلت بعض لاعبي برشلونة يتساءلون عما إذا كان الأمر يستحق القيام بأي مقاومة على الإطلاق، وفي النهاية لم يفعلوا ذلك”.
يقول باروا: “لقد تم ذكرها على أنها مباراة العار، من الواضح أنه من أجل تسجيل 11 هدفا، يجب أن تلعب ضد خصم غائب، لأنه ليس شيئًا طبيعيًا على الإطلاق”.
ينما يبرر بعض المنتمين للنادي المدريدي بأن جماهير برشلونة في لقاء الذهاب اعتدت على لاعبي ريال مدريد وجماهيره، وهذا التصرف أثار غضب الإعلام المدريدي وحشد 20 ألف مشجع في المدرجات، وقاموا بهتافات عدائية ضد لاعبي برشلونة بالتالي خاف الحارس ومدافعي الفريق الكتالوني من الاقتراب من مرماهم ومنطقة الجزاء حتى لا يكونوا على قرب من جماهير الريال الغاضبة.
الرواية المدريدية: فرانكو اضطهد الملكي أيضًا
يدحض جمهور ريال مدريد الادعاء بأن فرانكو كان داعمًا لريال مدريد بالإشارة إلى موقفه مع فريق العاصمة الأكبر بعد تصعيد نادٍ أراد أن يرفعه فوق الجميع.
ساهم فرانكو في تصعيد نادي القوات الجوية الإسبانية والذي تم تغير إسمه لاحقًا إلى أتلتيكو مدريد، لدوري الدرجة الأولى بعد أن كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وأجبر أفضل اللاعبين في إسبانيا بالإنضمام لهذا النادي بسبب التجنيد.
أجبر فرانكو لاعبي نادي ريال مدريد على الانضمام لنادي القوات الجوية، لكن رئيس النادي الملكي وقتها رفاييل سانشيز جيرا، رفض ذلك خاصة أنه من أشد أعداء فرانكو لكونه عضو بارز في الحزب الجمهوري، قبل أن يعتقله ويعزله، وبعد التخلص منه، عين “فرانكو” خوان خوسيه فاييخو وأنطونيو أورتيجا لرئاسة ريال مدريد، وأصبح النادي منبر لفرانكو فيما بعد.
يثير ادعاء جمهور برشلونة تعجب أنصار الغريم ريال مدريد، وكلّما تحدث أحدهم عن مساعدة فرانكو يتساءلون: إذا تمكن فرانكو من التدخل في نصف النهائي ضد برشلونة فلماذا لم يتدخل لمنح ريال مدريد اللقب على حساب أتليتك بلباو الفريق الباسكي، بدلًا من تركه يخسر اللقب في المباراة النهائية؟
تظل المسألة معلّقة حتى اليوم دون أدلة قاطعة تثبت أن ريال مدريد استحق فوزه الكبير، أو تنفي وجود شبهة في التلاعب بنتيجة المباراة من خلال الضغط على لاعبي برشلونة.
رونالدو واعتناق الإسلام.. ما حقيقة التصريحات المنسوبة للاعب البرتغالي؟
أسعار رخيصة للأرز المصري في متجر شهير بالسعودية تُثير الجدل.. ما القصة؟