عالم

دول “العالم الثالث” و”النامية”.. من أين جاءت التصنيفات وما الغرض منها؟

عادة ما يتم تصنيف دول العالم ضمن عدة فئات ما بين عالم ثالث أو نامية وتضم الدول الفقيرة والاقتصادات الصاعدة، والعالم الأول والتي تضم الدول الغنية ذات الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.

وعلى الرغم من أن هذه التصنيفات التي يتم وضعها من قبل المنظمات العالمية كالأمم المتحدة ومنتدى الاقتصاد العالمي، تساهم في رصد الفروق بين دول العالم الثالث والأول، وتدفع في اتجاه تقليل الفجوة بينهما، إلا أن الهدف من هذا التصنيف يظل مطروحًا للتساؤل.

أين دول العالم الثاني؟

بحسب ما ذكره الباحث إيفان أندروز على موقع “الاشتراكية العالمية”، فإن وجود مصطلحات تُشير إلى دول العالم الثالث والعالم الأول يثير التساؤل حول ماهية العالم الثاني وإلام يرمز.

ويُعتبر القرن العشرين وتحديدًا في فترة الحرب الباردة هي الفترة الزمنية الأولى التي نشأت فيها هذه التصنيفات للعوالم الثلاثة على يد عالم الديموغرافيا الفرنسي ألفريد سوفي، في كتابه تحت عنوان “ثلاثة عوالم، كوكب واحد”.

وتم تقسيم الدول المتصارعة في الحرب إلى قسمين: دول العالم الأول التي ضمت الولايات المتحدة وحلفاءها مثل أوروبا الغربية واليابان وأستراليا، ودول العالم الثاني التي شملت الاتحاد السوفيتي الشيوعي والأقمار الصناعية التابعة له في أوروبا الشرقية.

وتم وضع الدول غير المنحازة لأي فريق من المشاركين في الحرب تحت فئة دول العالم الثالث، وشملت دول أمريكا اللاتينية وآسيا ودول أفريقيا والشرق الأوسط.

بمرور الزمن عقب انتهاء الحرب الباردة، تراجعت بعض التصنيفات ولم يعد يُشار إلى الدول التي تنتمي إليها بهذا الاسم، ففي بعض الأحيان يتم الإشارة إلى الدول الغنية في الغرب بأنها “العالم الأول”، ولكن في المقابل اختفى مسمى دول “العالم الثاني” تمامًا.

أما مصطلح “دول العالم الثالث” فهو الأكثر استخدامًا وتداولًا حتى وقتنا الحالي، على الرغم من أن بعض الأكاديميين يفضلون استخدام مصطلح “الدول النامية” أو “البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل” بدلًا من ذلك.

كيف يتم التصنيف؟

تتولى عدة شركات متخصصة في الإحصاء واستطلاعات الرأي همة وضع تصنيفات الدول، ويتم إدراج الدول في كل فئة من خلال مجموعة من المعايير المتعلقة بالتقدم في الأمن والتعليم ومستوى الرفاهية والدخل.

وتحتفظ هذه الدول بمراكزها بشكل سنوي، ولكنها قد ترتفع مركز أو اثنين عن العالم الذي سبقه، وهو ما يجعل دول مثل الدنمارك وفنلندا والسويد تحتفظ بالمراكز الأعلى ضمن الدول التي تحقق رفاهية أكبر للفرد، ودولة مثل الصين تتصدر قائمة الدول الأعلى نموًا.

وبالمثل تحتل الدول الأقل في المعايير السابقة المراتب الأدنى مثل الصومال والعراق وأفغانستان التي تحتل المراكز الأسوأ في مدى تحقيق الأمن، ولبنان وليبيا والعراق من حيث الفساد الإداري.

بالأرقام.. إجمالي الدين الخارجي للاقتصادات النامية

متوسط عمر الفرد حول العالم.. وسبب الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية

لماذا تقل مصادر الطاقة في الدول النامية وما الحل؟