تخيم حالة من القلق على الاقتصادات الكبرى، حيث تشهد التجارة العالمية في عام 2025 وضعاً حرجاً وغير مسبوق، في ظل تصاعد التوترات والنزاعات التجارية التي أثارتها السياسات الحمائية، وعلى رأسها القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة في مطلع أبريل.
تلعب التجارة الدولية دوراً حيوياً في دعم اقتصادات العديد من الدول، لاسيما تلك التي تعتمد إلى حد بعيد على الصادرات لدفع عجلة النمو. ومع تصاعد الحرب التجارية، باتت هذه الاقتصادات مهددة بخسائر فادحة في حال استمرار الحمائية.
وفقاً لبيانات صادرة عن الأمم المتحدة (Comtrade) وتقرير حديث من “جي بي مورغان لإدارة الأصول”، فإن كوريا الجنوبية تصدّرت قائمة الدول الأكثر اعتماداً على الصادرات، حيث شكلت صادرات السلع 38% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2023، وتعتمد كوريا بشكل كبير على صناعات التكنولوجيا والسيارات والبتروكيماويات.
وجاء الاتحاد الأوروبي في المرتبة الثانية بنسبة 37%، بفضل التبادل التجاري الكثيف بين الدول الأعضاء، إضافة إلى علاقاته التجارية العالمية.
أما المكسيك، فقد بلغت نسبة صادراتها 33% من الناتج المحلي، تليها كندا بـ26%، مع اعتماد كبير على السوق الأميركي، الذي يستحوذ على أكثر من 70% من صادرات البلدين.
على الرغم من كونهما أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مصدرين للسلع من حيث القيمة، إلا أن الولايات المتحدة والصين تُعدّان من أقل الاقتصادات الكبرى اعتماداً على الصادرات كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتظل الولايات المتحدة السوق الأولى للصادرات الصينية، حيث استوردت ما قيمته 436 مليار دولار من السلع الصينية في 2023، ما يمثل نحو 13% من إجمالي صادرات بكين.
ومع دخول عام 2025، أصبحت الأسواق التجارية والمالية تعيش حالة من القلق والترقب. فقد أعلنت الولايات المتحدة عن رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%، ما دفع الصين إلى الرد بفرض ضريبة قدرها 125% على السلع الأميركية.
وأثارت هذه الإجراءات موجة من المخاوف بشأن اندلاع “حرب تجارية شاملة” قد تُطيح بالنظام التجاري متعدد الأطراف الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
من المتوقع أن تؤدي هذه التوترات إلى تحولات كبرى في خارطة العلاقات التجارية العالمية، حيث ستسعى الدول الأكثر اعتماداً على التجارة إلى تنويع شركائها وتقليل تعرضها للمخاطر السياسية، بينما تعمل دول أخرى على إعادة تقييم استراتيجياتها الاقتصادية في ظل عالم يسوده التنافس والصراعات التجارية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| التبادل التجاري بين أمريكا والصين تاريخيًا
إنفوجرافيك| الولايات المتحدة VS أوروبا.. النفوذ التجاري بين 2020 و2024
إنفوجرافيك| أكثر الدول العربية امتلاكًا لاحتياطيات الذهب