تسابق البلدان والمنظمات الدولية الزمن لتحقيق أهداف درجة الحرارة المنصوص عليها في اتفاق باريس؛ لتجنّب أسوأ العواقب لوصول الاحترار العالمي لمرحلة حرجة.
ويتمثل الهدف العالمي في الإبقاء على الارتفاع عن مستوى 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ويتم العمل على ذلك غالبًا من خلال خفض الانبعاثات المسببة للتغير الحراري.
ومؤخرًا، بدأت الجهات الفاعلة في هذا المجال الاعتماد على طريقة إضافية، وهي الإزالة المباشرة لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فما الذي نعرفه عن هذه العملية؟ وكيف تساهم في حل المشكلة؟
إزالة ثاني أكسيد الكربون هي عملية تقوم على جمع هذه المادة من الغلاف الجوي وتخزينها بشكل دائم في الخزانات الجيولوجية أو الأرضية أو المحيطية، أو في المنتجات.
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، للوصول إلى صافي الصفر في سيناريو 1.5 درجة مئوية، هناك حاجة إلى سحب ما يقدر بـ 3.8 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من الغلاف الجوي بحلول عام 2035 و9.2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2050 .
ويعد صافي الصفر مقياسًا كميًا مهمًا، لأنه ستكون هناك بعض القطاعات التي لن تتمكن من إزالة الكربون، خاصة على المدى القريب.
ويشمل ذلك عمليات مثل الشحن وإنتاج الخرسانة، حيث توجد بدائل محدودة قابلة للتطبيق تجاريًا للوقود الأحفوري.
هناك طرق تقليدية لإزالة الكربون، غالبًا ما تكون غير مكلّفة، مثل التشجير وعزل الكربون في التربة، ولكنها لا تخزّنه لفترة طويلة جدًا.
في الواقع، تتم بالفعل عمليات التشجير في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2020، كانت مسؤولة عن إزالة حوالي 2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون.
ورغم أنه قد يكون من المغري أن نتصور أننا نستطيع أن نزرع الأشجار للخروج من مشكلة تغير المناخ، فالأمر ليس بتلك السهولة لأننا نحتاج لمساحات شاسعة جدًا من المساحات الخضراء للاكتفاء بهذه الطريقة.
ومن ناحية أخرى، فإن الأساليب الجديدة مثل التجوية المعززة واحتجاز الكربون وتخزينه مباشرة من الهواء، لأنها تخزن الكربون في المعادن والخزانات الجيولوجية، يمكن أن تحافظ على عزل الكربون لعشرات الآلاف من السنين أو أكثر.
ومع ذلك، تعد هذه الأساليب مكلفة للغاية، حيث تتراوح تكلفة إزالة الطن المتري الواحد ما بين 100 و500 دولار.
وفي النهاية، ليس هناك حل سحري للمشكلة، وبالنظر إلى أن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق فوق مستويات ما قبل الصناعة، فمن المحتمل أن العديد من أساليب إزالة ثاني أكسيد الكربون المختلفة ستلعب دورًا في نهاية المطاف، اعتمادًا على الظروف المحلية.
اقرأ أيضًا:
أفضل الممارسات للحد من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالسياحة
370 مليون طن.. دراسة تكشف عن مصدر جديد لانبعاثات الكربون
كيف يكافح الكربون الأزرق تغير المناخ؟
المصادر:
