مناهضة اللقاحات والتشكيك في فعاليتها، ظاهرة موجودة على مر العصور، وتعود للقرن الـ 18، وليست مقتصرة فقط على ما يحدث حاليًا بالنسبة للقاحات الخاصة بفيروس كورونا.
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب”، تقريرًا رصدت خلاله تاريخ رفض ومناهضة اللقاحات على مر العصور، وإليكم أبرز ما جاء في التقرير.
ظل مرض الجدري شبحًا يحصد أرواح الملايين أو يؤدي على تشوههم على أقل تقدير إلى أن تم القضاء عليه في عام 1980 بفضل التلقيح.
وتعود قصة لقاح الجدري إلى عام 1769، عندما فكر الطبيب الإنجليزي، “إدوارد جينر”، في استخدام فيروس جدري البقر لتحفيز الاستجابة المناعية للأطفال، وخطرت له هذه الفكرة بعدما لاحظ أن من يعملون في حلب البقر نادرًا ما يصابون بالجدري.
ونجحت تجاربه قبل أن يُطلق عليها اسم “فاكسينوس” (مشتقة من بقرة باللغة اللاتينية) ولكن تجربته واجهت الرفض والتشكيك، لدرجة نشر رسوم كاريكاتورية تظهر الحاصلين على اللقاح إلى وحوش نصفهم بشر ونصفهم بقر.
في عام 1853 كانت بريطانيا أول دولة تفرض لقاح الجدري بشكل إلزامي للأطفال لتتبعها بعد ذلك بافاريا والدنمارك، وشهدت هذه الفترة مقاومة كبيرة للقاح تشبه ما يحدث حاليًا بالنسبة للقاح كورونا ولكنها كانت في ذلك الوقت تقوم على أسس دينية، تشكك في فعالية حقن البشر بمنتجات حيوانية والتحجج بانتهاك الحريات الفردية، ليظهر في عام 1898 ما يسمى بـ “بند الضمير” الذي يتيح إعفاء المشككين من التلقيح الإلزامي
في أواخر القرن الـ 19 قام العالم الفرنسي “لوي باستور”، بتطوير لقاحًا مضادًا لداء الكلب عبر حقن الأرانب بفيروس جرى إضعافه، ولكن العملية أثارت مجددًا تشكيكًا واسعًا وصلت لدرجة اتهام “باستور” بالسعي لجني الأرباح من خلال لقاحه وبإعداد الداء في المختبر.
شهدت عشرينيات القرن الماضي ذروة اللقاحات حيث أعطيت جرعات لقاحية ضد السل عام 1921، كما ولقاحات مضادة للخناق عام 1923، و أخرى مضادة لـ”الكزاز”، عام 1924، والسعال الديكي، عام 1926.
وشهدت تلك الفترة تطوير استخدام أملاح الألمنيوم لزيادة فاعلية اللقاحات، قبل أن تتحول إلى مصدر تشكيك بعد مرور أكثر من 50 عامًا، حيث انترشت أقاويل تدعي بأنها تؤدي إلى التهاب اللفافة البلعمية الذي يتسبب بإصابات عضلية.
[two-column]
في عام 1802 نشرت رسوم كرتونية تظهر تحول الملقحين ضد الجدري إلى وحوش نصفها بشر ونصفها الآخر بقر
[/two-column]
نشرت صحيفة “ذا لانست” الطبية الرائدة في عام 1998 دراسة تُشير إلى وجود صلة بين التوحد والجرعة الثلاثية المضادة للحصبة والنُّكاف والحصبة الألمانية، ولكن بعد سنوات من نشرها تبين كذبها وحذفت من الصحيفة وشُطب “آندرو ويكفيلد” وزملاؤه الذين أعدوا هذه الدراسة الزائفة من السجل الطبي.
وبالرغم من تأكد الأبحاث من كذب هذه الدراسة، إلا أنها عادت للظهور بقوة في أمريكا، وتحديدًا عام 2016 في فيلم “فاكسد” الذي يروجّ لنظريات مؤامرة.
تسببت أنفلونزا الخنازير، والتي تعرف علميًا بـ “اتش 1 إن 1” الناجمة عن فيروس من سلاسة الأنفلونزا الإسبانية الفتاكة، بقلق بالغ، ولكن الفيروس لم يكن فتاكًا كما توقع العلماء ليجري إتلاف ملايين الجرعات اللقاحية التي أنتجت لمكافحته مما أشاع أجواء انعدام الثقة إزاء حملات التلقيح.
“الفاو” تختار السعودية راعيًا للسنة الدولية للمصايد وتربية الأحياء المائية 2022
ما هو جواز سفر الشركات الناشئة الذي أطلقته منظمة التعاون الرقمي؟