توفى مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 91 عام، تاركًا بصمته في عالم الأزياء الإيطالي بمجموعة مميزة من الملابس الرجالية التي أحدثت ثورة في عالم الموضة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ولا تزال تحافظ على مكانتها بين خطوط الموضة الحديثة حتى الآن.
وأوضحت مجموعة أرماني في بيان لها، أن مؤسسها كان يمر بوعكة صحية خلال الفترة الماضية، مما دفعه للاعتذار عن حضور عرض مجموعته في أسبوع الموضة الرجالية في ميلانو خلال شهر يونيو الماضي، وتعد هذه المرة الأولى خلال مسيرته في علم الأزياء التي يتغيب فيها عن إحدى فعالياته.
ويعتبر أرماني من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم الموضة الأوروبية خلال القرن العشرين، واشتهر باهتمامه بأدق التفاصيل خلال عروض الأزياء مثل تصفيف شعر العارضين على المسرح، كما أنه ساهم خلال مسيرته المهنية بتصميم أنماط أنيقة وعملية من البدلات النسائية في الثمانينات.
وُلِد جورجيو أرماني في 11 يوليو 1934 بمدينة بياتشينزا بشمال إيطاليا. نشأ في كنف عائلته المكونة من والديه، ماريا رايموندي وأوغو أرماني، وشقيقيه سيرجيو وروزانا. وعلى الرغم من وصفه لعائلته بأنها كانت محدودة الثروة، إلا أن أصدقاءه في المدرسة كانوا يغارون من ملابسه، التي كانت والدته تصنعها يدويًا بإتقان.
وفي بداية مسيرته، درس أرماني الطب في جامعة ميلانو لمدة ثلاث سنوات قبل دخوله إلى عالم الأزياء والموضة، وانضم لفترة قصيرة إلى الجيش الإيطالي، حتى بدأ أولى خطواته في عالم الأزياء عندما أصبح مصمم واجهات عرض في المتجر الشهير لا ريناسينتي، ثم أصبح مساعد مبيعات في قسم الملابس الرجالية.
وفي أواخر الستينيات، التقى بالمهندس المعماري سيرجيو جاليوتي، وبدأت بينهما شراكة شخصية ومهنية طويلة الأمد وأسسا معًا علامة أرماني التجارية التي تحمل اسمه في عام 1975، وفي أكتوبر من العام نفسه، قدم أرماني أول مجموعاته للملابس الجاهزة الرجالية والنسائية لموسم ربيع وصيف 1976، ليضع حجر الأساس لإمبراطوريته في عالم الموضة، مما جعله مؤخرًا ثاني أغنى رجل في إيطاليا خاصة بعد توسع أعماله لتشمل عدد من الفنادق والمطاعم الفاخرة.
بدأ جورجيو أرماني شهرته من خلال تصاميمه التي أحدثت ثورة في عالم البدلات البسيطة والأنيقة. لكنه لم يقتصر على الأزياء الجاهزة، بل وسّع إمبراطوريته لتشمل مجالات أخرى.
وتطورت تصاميم جورجيو أرماني على مر السنين، لكن إسهامه الأبرز يكمن في إحداث ثورة في أسلوب المرأة العاملة. فقد غيّر أرماني طريقة ارتدائهن لملابس العمل، مانحًا إياهن تصاميم تعبر عن الأناقة والاحترافية.
وعلى الرغم من هذا التوجه العملي، كانت عروض أزياء أرماني غالبًا ما تتسم بالفخامة والترف. وكانت منصات العرض تتزين بأزياء فاخرة تتميز بأغطية رأس متقنة، وياقات مزخرفة، وفساتين مرصعة بالترتر، مع الحفاظ على لمسة كلاسيكية مميزة.
في أواخر الثمانينيات، أبرم أرماني اتفاقًا مع شركة التجميل الفرنسية لوريال لإنتاج عطور ومستحضرات تجميل تحت اسم “أرماني بيوتي”، وهو خط لا يزال يحقق نجاحًا كبيرًا
كما اشتهر أرماني بتصميمه لأزياء العديد من نجوم هوليوود والموسيقيين. كما كان مسؤولًا عن المظهر الأنيق لصديقه المقرب، الموسيقي الشهير إريك كلابتون، الذي كان يصر على أن ترتدي فرقته بالكامل أزياء من تصميم أرماني.
حافظ جورجيو أرماني، حتى وفاته، على استقلالية علامته التجارية الفريدة. بصفته الرئيس التنفيذي والمساهم الوحيد في شركته، جعل من جورجيو أرماني واحدة من الشركات الإيطالية القليلة التي لم تندمج ضمن المجموعات التكتلية الكبرى.
كما كان أرماني رائدًا في دمج التكنولوجيا مع عالم الموضة. ففي عام 2007، أصبح أول مصمم أزياء راقية يبث عرضًا لمجموعته مباشرةً عبر الإنترنت، وذلك خلال عرض أرماني بريفيه لربيع وصيف 2007 عبر منصة MSN، مما عزز مكانته كرائد في الصناعة.
اقرأ أيضًا :
عمالقة الأزياء يدمرون البيئة: أكثر الشركات انبعاثات كربونية