قبل اختراع الثلاجة، كيف كان يبرد الناس طعامهم ويحفظونه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير الذي يلقي الضوء على تاريخ اختراع التبريد، ونستعرض دور ابن سينا في هذا المجال.
قبل اكتشاف الكهرباء، لم تغب فكرة التبريد عن بال البشر، ومنحوها الاهتمام الكافي، قبل أن تحدث الطفرة التقنية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والتي انعكست على صناعة الثلاجات وتطوير تقنيات متعددة للتبريد.
بيوت الثلج قديمًا كانت الملجأ الذي يتجه إليه الناس، وكانت عبارة عن مبان لتخزين الثلج على مدار العام، وعادة ما تكون تحت الأرض ويتم بناؤها قرب المصادر الطبيعية للجليد في الشتاء، مثل الأنهار وبحيرات المياه العذبة.
وبمجرد حلول فصل الشتاء، ينقل الثلج إلى منازل الجليد، ليتم عزلها ضد الذوبان، باستخدام القش أو نشارة الخشب، ليضمنوا بقاءه حتى الشتاء التالي.
وجدت العديد من الأدلة المكتوبة على أن الصينيين استخدموا بيوت التبريد قبل عام 1100 قبل الميلاد، وكذلك الإسكندر الأكبر في عام 300 قبل الميلاد، وتبعهما الرومان الذين استخدموها في القرن الثالث الميلادي.
بمرور القرون وتحديدًا في القرن الـ 11 اخترع العالم المسلم ابن سينا لفائف تبريد، كان دورها الأساسي هو تكثيف الأبخرة العطرية.
أما عن أول تبريد صناعي فقد كان في عام 1748 على يد العالم ويليام كولين من جامعة جلاسكو الإسكتلندية.
وفي عام 1755، صمم كولين آلة تبريد صغيرة باستخدام مضخة تحتوي على سائل ثنائي الإيثر الإيثيلي.
انتهج كولين طريقة للتبريد استمرت نحو 50 عامًا، رغم أنها لم تكن مجدية في الصناعة أو تخزين الطعام.
اعتمدت طريقة كولين في التبريد على غليان السائل وانطلاقته في أنابيب مخصصة ليقوم بامتصاص الحرارة من الهواء المحيط به.
وفي عام 1805 م، كان موعد ظهور أول آلة تبريد تستخدم البخار بدلًا من السائل، وصممها المخترع الأمريكي أوليفر إيفانز.
عدّل جاكوب باركنز في عام 1834، تصميم إيفانز، وبنى أول آلة للتبريد العملي، وحصل على أول براءة اختراع لآلة التبريد، وسمي لذلك “أبو الثلاجة”.
اخترع الطبيب الأمريكي جون جوري وحدة تبريد ميكانيكية لعمل قوالب الثلج لمرضى الحمى الصفراء في عام 1841، وحصل على براءة اختراع في عام 1851.
وشهد عام 1918 الثلاجة الأولى مع نوع من التحكم الآلي، والتي قدمتها شركة Kelvinator، ثم بدأ إدخال الفريون في العشرينات من القرن الماضي.
وفي الثلاثينات، توافرت الثلاجات في الأسواق وأصبحت أكثر أمانًا وأقل حجمًا، واستمر التطوير فيها بإدخال تطبيقات التقنية الحديثة.
