2025.. نقطة تحول في التقنية عالميًا ومحليًا

شهد عام 2025 تحولات كبيرة على صعيد التقنية والرقمنة، حيث واصلت الابتكارات الحديثة المكدعومة بالذكاء الاصطناعي تشكيل ملامح الأعمال والمجتمع على مستوى العالم، وسط بيئة مليئة بالفرص والتحديات للشركات والحكومات والمستخدمين على حد سواء.

الثورة التقنية العالمية

وكلاء الذكاء الاصطناعي.. شكّل عام 2025 نقطة تحوّل محورية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث انتقلت الأنظمة من مجرد أدوات لإنشاء المحتوى إلى وكلاء ذكيين (Agentic AI) قادرين على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، ودمجهم تدريجيًا في الأعمال اليومية واستراتيجيات المؤسسات. وتصدر وكلاء الذكاء الاصطناعي وGenerative AI أبرز اتجاهات التقنية للعام الماضي، مع اعتماد الشركات لهذه الأنظمة في عمليات الإنتاج والتحليل واتخاذ القرار.

صدمة DeepSeek R1.. أحدث النموذج الصيني في أوائل 2025 صدمة كبيرة في وادي السيليكون، حيث أثبت قدرة بناء نماذج ذكاء اصطناعي فائقة الأداء بتكلفة أقل بكثير مقارنة بنماذج OpenAI. ويعتمد النموذج على تقنيات متقدمة مثل Mixture of Experts أو "مزيج الخبراء" لتعزيز الأداء، ما جعله منافسًا قويًا وغير متوقع في سوق الحوسبة العالمية خصوصصا أمام الولايات المتحدة وغيّر ديناميات اقتصاديات الذكاء الاصطناعي.

الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي.. تبنّت شركات التقنية الكبرى مثل أمازون، غوغل، مايكروسوفت وميتا استراتيجية شاملة للطاقة تشمل الاستثمار في الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات الضخمة المخصّصة للذكاء الاصطناعي، في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء.

الحوسبة المكانية.. شهد سوق الحوسبة المكانية خلال العام الماضي، نموًا متسارعًا، مع تزايد الطلب على تقنيات رئيسية تشمل الواقع المعزز (AR)، الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المختلط (MR). ولم تعد تلك التقنيات محصورة في قطاع الترفيه والألعاب، بل توسعت لتشمل القطاعات الصناعية والطبية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تدريب العاملين وتحسين خدمات الرعاية الصحية.

الإنجازات التقنية السعودية

التحول الرقمي والبنية التحتية.. حققت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المركز العاشر عالميًا في قياس التحول الرقمي لعام 2025 بنسبة 93.30%، كما حصلت على المركز الأول في مجموعة التقنية والنقل والإعلام، وحققت جاهزية عالية في تبني المشاريع الرقمية وتنفيذ أكثر من 60 مشروعًا رقميًا.

نمو الذكاء الاصطناعي.. احتلت السعودية المرتبة الخامسة عالميًا والأولى عربيًا في نمو قطاع الذكاء الاصطناعي وفق Global AI Index 2025، ومن خلال إطلاق مبادرات وطنية متقدمة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي والقدرات الوطنية في هذا المجال.

قيادة في الاقتصاد الرقمي.. أظهرت التقارير الرسمية أن الاقتصاد الرقمي في السعودية بلغ نحو 495 مليار ريال سعودي (نحو 132 مليار دولار)، مع مساهمة قطاع التقنية بمليارات الريالات ودعم كبير للاستثمارات في البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات.

نماذج اللغة الكبيرة.. أطلقت السعودية نموذج الذكاء الاصطناعي "هيوماين" وهو تطبيق محلي يعتمد على نموذج لغة كبير صُمّم خصيصًا لخدمة اللغة العربية وفهم اللهجات، ويعمل بالكامل على بنية تحتية سيادية داخل المملكة مما يعزز السيادة الرقمية والتحكم في البيانات الوطنية.

الأمن السيبراني.. حافظت المملكة على ريادتها الدولية بقطاع الأمن السيبراني باحتلالها الأولى عالمياً في "مؤشر الأمن السيبراني" وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2025م الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) بسويسرا.

أزمات شركات التقنية

حافظت شركات التقنية على استقرارها القانوني خلال العام الماضي، حيث تمكن تيك توك من البقاء في الولايات المتحدة بعد تأجيل الحظر واتباع صفقة تفصل التطبيق عن بايت دانس ونقل بيانات المستخدمين الأمريكيين إلى أوراكل، منهية سنوات من الشكوك. كما استفادت غوغل من حكم قضائي ألغى تهديد دعوى الاحتكار بفضل منافسة شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما أتاح لها التركيز على تطوير Gemini 3. وتعكس هذه التحركات بيئة داعمة للتكنولوجيا، مع فرص متزايدة لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة مثل OpenAI للتوسع والمنافسة على الصدارة.