يونيو ٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
كيف تتعامل الصين مع القيود الأمريكية على الرقائق؟

في ظل القيود الأمريكية الصارمة على الصين فيما يختص بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، كشفت شركتا Tencent وBaidu، وهما من أبرز عمالقة التكنولوجيا في الصين، عن استراتيجياتهما للتعامل مع هذه الضغوط. وبينما تحاول واشنطن كبح جماح طموحات الذكاء الاصطناعي الصيني، يبدو أن بكين ماضية في تطوير بدائل محلية وتكييف تقنياتها لتقليل الاعتماد على الموردين الأميركيين.

مخزونات الرقائق ومضاعفة الكفاءة

قال “مارتن لاو”، رئيس شركة Tencent، إن شركته تمتلك “مخزونًا قويًا” من وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تم شراؤها مسبقًا، وهي المكون الأساسي في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأشار إلى أن Tencent تستخدم هذه الرقائق بكفاءة عالية من خلال تحسينات برمجية، ما يسمح بتدريب النماذج باستخدام عدد أقل من وحدات المعالجة. كما تعمل Tencent على تطوير نماذج أصغر حجمًا لا تتطلب طاقة حوسبة كبيرة، وتستفيد أيضًا من رقائق مصممة محليًا لتقليل الاعتماد على السوق الأميركية.

نهج Baidu: بنية كاملة وتحكم محلي

أما Baidu، فقد تبنّت نهجًا شاملاً وصفته بـ”البنية الكاملة”، يشمل البنية التحتية السحابية، ونماذج الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات المعتمدة عليها مثل روبوت المحادثة “ERNIE”. وأكد “دو شين”، رئيس وحدة الحوسبة السحابية في الشركة، أن لدى Baidu القدرة على بناء تطبيقات قوية وفعالة حتى دون الاعتماد على الرقائق الأميركية الأحدث. وأشار إلى أن الشركة طورت حلولًا لتحسين استخدام وحدات المعالجة وتقليل التكلفة، مستفيدة من امتلاكها التام لتقنيات البنية التحتية، وهو ما يمنحها مرونة تنافسية عالية.

تقدّم الصين في تصنيع الرقائق محليًا

رغم أن الصين ما تزال متأخرة عن الولايات المتحدة في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، فإنها حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال. يقول “غوراف غوبتا”، محلل أشباه الموصلات في شركة “Gartner”، إن هناك تطورًا ملحوظًا في التقنيات الصينية، وإن قدرة الشركات المحلية على تخزين الرقائق ساعدتها على مواجهة القيود. وتعمل بكين على بناء منظومة متكاملة لصناعة الرقائق، بدءًا من المواد الخام وصولًا إلى عمليات التغليف والتجميع، حيث تسير بخطى ثابتة ومدروسة، وفق ما أكد خبراء الصناعة.

القيود الأميركية على الصين وتأثيرها العكسي

أشارت تقارير إلى أن بعض مسؤولي الشركات الأميركية، مثل “نفيديا”، اعتبروا أن القيود التي فرضتها واشنطن جاءت بنتائج عكسية، وأضرت أكثر بالمصالح التجارية الأميركية مقارنة بما ألحقته من ضرر بالصين. وتتضح ملامح الاستراتيجية الصينية إذ تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق، مستفيدة من الابتكار المحلي والتكيّف الذكي مع الظروف المفروضة. وبينما تعول أميركا على القيود لإبطاء تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي، تبدو الشركات الصينية عازمة على سد الفجوة، بطرق قد تقودها إلى تحقيق تفوق في المستقبل القريب.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

غرامات في الحج.. مخالفات التصاريح واستغلال تأشيرة الزيارة تعرّضك للعقوبة

المقالة التالية

مقترح نووي أمريكي لإيران.. أبرز الملامح