شهد أداء الذكاء الاصطناعي تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت الأنظمة الذكية تتفوق على البشر في العديد من المهام التقنية المعقدة. من التصنيف البصري إلى الرياضيات المتقدمة، أصبحت الأنظمة الذكية تتخطى الحواجز التي كانت تشكل تحديات ضخمة في الماضي. في هذا المقال، نتناول أداء الذكاء الاصطناعي مقارنة بالبشر في عدة مهام فنية وتقنية وكيفية تجاوزه للعديد من المعايير البشرية في هذه المجالات.
بناءً على البيانات الصادرة عن Stanford University في تقرير AI Index 2025، يمكننا رؤية بعض النقاط البارزة في تطور أداء الذكاء الاصطناعي. على مدار السنوات، بدأ الذكاء الاصطناعي في تجاوز الأداء البشري في العديد من المهام الفنية، أبرزها:
منذ عام 2012، بدأ الذكاء الاصطناعي في التفوق على البشر في تصنيف الصور، حيث أصبح قادرًا على أداء المهمة بنسبة 100% تقريبًا بحلول عام 2016. هذا التقدم يعكس القوة الكبيرة للأنظمة الذكية في مجال التعرف على الصور وتحليلها.
تستمر الأنظمة الذكية في تطوير مهارات التفكير البصري، ولكنها لم تتفوق على الأداء البشري في هذا المجال إلا بحلول عام 2017. وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد سجل تقدمًا ملحوظًا، إلا أن هناك مسافة لا تزال تفصل البشر عن الآلات في هذا المجال.
أحد المجالات التي شهدت تحولًا كبيرًا هو الرياضيات المتقدمة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تجاوز البشر في حل المسائل الرياضية على مستوى المنافسات.
الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر كفاءة في التعامل مع الأسئلة المعقدة في العلوم على مستوى الدكتوراه، مما يدل على تطور قدراته في فهم وتحليل المعارف العلمية المتقدمة.
على الرغم من تقدم الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، لا يزال البشر يتفوقون في الفهم متعدد الأنماط، وهو القدرة على معالجة وتحليل البيانات من مصادر متعددة مثل الصور، المخططات والجداول. في 2024، سجل نموذج OpenAI o1 تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث اقترب بنسبة 78.2% من أداء البشر.
في عام 2024، سجلت أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل نموذج OpenAI o1، تقدمًا كبيرًا في الفهم متعدد الأنماط، حيث تقلص الفجوة بين أداء الآلات والبشر. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات كبيرة تتطلب المزيد من التطوير قبل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من منافسة البشر في جميع المجالات.
بناءً على التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، من الواضح أن الأنظمة الذكية ستستمر في التحسن والتطور. ومع كل تقدم جديد، تصبح الأنظمة الذكية أكثر قدرة على محاكاة وتجاوز القدرة البشرية في المهام التقنية. إلا أن الفجوة بين البشر والذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الفهم متعدد الأنماط والتفكير لا تزال موجودة، مما يستدعي المزيد من الأبحاث والتطوير لمواكبة هذا التغيير السريع.