يُعد انتشار التطبيقات عبر الإنترنت ظاهرة متسارعة، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية من منصات التواصل الاجتماعي التي تربطنا بالعالم، إلى تطبيقات الخدمات التي تسهّل مهامنا اليومية، كما تواصل هذه التطبيقات تغيير طريقة تفاعلنا، وعملنا، وحصولنا على المعلومات.
استطاع تطبيق “ثريدز”، الذي أطلقته شركة ميتا لمنافسة تويتر، تحقيق رقم قياسي جديد باستقطابه أكثر من 100 مليون مستخدم في أقل من خمسة أيام، مما يجعله أكثر التطبيقات انتشارًا على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي سجله برنامج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT”.
تم إطلاق تطبيق “ثريدز” في متاجر “أبل” و”أندرويد” في 100 بلد حول العالم، لكنه لم يُطلق بعد في أوروبا. ويعود سبب ذلك إلى قلق شركة “ميتا” بشأن تشريعات الاتحاد الأوروبي التي تنظم استخدام بيانات المستخدمين.
على الرغم من أن تويتر يمتلك حوالي 200 مليون مستخدم، فإنه واجه مشاكل تقنية متكررة منذ استحواذ إيلون ماسك عليه وتسريح آلاف الموظفين. و استغل تطبيق “ثريدز” هذا الوضع، واعتمد في انطلاقته على قاعدة مستخدمي إنستغرام الضخمة التي تتجاوز ملياري حساب، مما سهل عليه تحدي البدء من الصفر وساهم في وصوله إلى هذا العدد القياسي من المستخدمين في وقت قصير.
يُشكل “ثريدز” أكبر تهديد حتى الآن لـ “تويتر” وصاحبه إيلون ماسك، الذي تمكن سابقًا من صد أي منافس محتمل من التطبيقات المماثلة مثل “بلو سكاي” و”ماستودون”
كما وصل برنامج الدردشة الآلي الشهير ChatGPT إلى 100 مليون مستخدم نشط بعد شهرين فقط من إطلاقه. وهذا يجعله واحدًا من بين أسرع التطبيقات انتشارًا – وفقًا لدراسة أجرتها شركة UBS.
ويُشير التقرير، الذي استند إلى بيانات من شركةSimilarweb للتحليلات، إلى أن متوسط عدد المستخدمين اليومي لبرنامج ChatGPT وصل إلى نحو 13 مليون مستخدم خلال شهر يناير، وهو ما يمثل ضعف عدد المستخدمين في ديسمبر. وأكد الخبراء أنهم لم يشهدوا نموًا أسرع من ذلك في التطبيقات الموجهة للمستهلكين خلال 20 عامًا من متابعتهم الإنترنت حيث وصل التطبيق إلى أول مليون مستخدم بعد خمسة أيام فقط من إطلاقه.
يستطيع تطبيق ChatGPT إنشاء مجموعة متنوعة من النصوص، مثل المقالات والنكات والأشعار، استجابةً لطلبات المستخدمين. وكانت شركة OpenAI، المدعومة من Microsoft، قد أتاحت هذا التطبيق مجانًا للجمهور في أواخر شهر نوفمبر الماضي.
وكانت شركة OpenAI قد أعلنت عن إطلاق اشتراك شهري لـ ChatGPT بقيمة 20 دولارًا أمريكيًا، وهو متاح حاليًا للمستخدمين في الولايات المتحدة. سيقدم هذا الاشتراك خدمة أسرع وأكثر استقرارًا، بالإضافة إلى وصول مبكر للميزات الجديدة.
ويرى المحللون أن هذا الإطلاق السريع لـ ChatGPT يمنح OpenAI ميزة تنافسية كبيرة. وعلى الرغم من أن الاستخدام الهائل يفرض تكاليف حوسبة باهظة على الشركة، فإنه يوفر في المقابل بيانات هائلة تساعد في تدريب وتحسين استجابات الروبوت بشكل مستمر.
ويعتقد الخبراء أن خدمات مثل ChatGPT نجحت في الوصول إلى مليون مستخدم بسرعة كبيرة، وذلك لأنها تقدم فائدة عملية وفورية للمستخدمين.
بالمقارنة، استغرق تطبيق تيك توك حوالي تسعة أشهر ليصل إلى 100 مليون مستخدم بعد إطلاقه العالمي، بينما احتاج إنستغرام إلى عامين ونصف لتحقيق نفس العدد، إلا أنه نجح في جذب مليون مستخدم خلال شهرين ونصف فقط من إطلاق التطبيق.
ووفقًا لبيانات شركة البيانات الألمانية “Statista” استطاع تطبيق Dropbox للوصول إلى أول مليون مستخدم بعد 7 أشهر من إطلاقه، كما استغرقت منصات مثل فيسبوك 10 أشهر لتحقيق الهدف ذاته، أما تطبيق Twitter فقد استغرق عامين للوصول لمليون مستخدم، وحقق تطبيق Netflix الهدف ذاته بعد ثلاث سنوات ونصف من إطلاقه.
اقرأ أيضًا :
إنفوجرافيك| أسرع التطبيقات وصولًا إلى مليار عملية تنزيل