يترقب عشاق كرة القدم الآسيوية ما قد يكون الفصل الأكثر إثارة في تاريخ مواجهات السعودية والعراق، وذلك عندما يلتقي المنتخبان في مدينة جدة في مباراة حاسمة ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وتأتي هذه المواجهة، التي تقام مساء الثلاثاء، في ختام منافسات المجموعة الثانية التي تستضيفها المملكة، وقد وضع كلا المنتخبين نفسيهما في موقع قوي بعد أن نجحا في تحقيق الفوز على المنافس الثالث في المجموعة، منتخب إندونيسيا.
ويدخل الأخضر السعودي المباراة بمعنويات مرتفعة بعد فوزه على إندونيسيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بينما تغلب “أسود الرافدين” على المنافس ذاته بهدف نظيف، ليتحول لقاء الفريقين الشقيقين إلى نهائي يحدد هوية المتأهل مباشرة إلى المونديال الذي سيقام في أمريكا وكندا والمكسيك.
يكشف تاريخ مواجهات السعودية والعراق عن تفوق واضح لأسود الرافدين على مدار اللقاءات التي جمعت بينهما في مختلف البطولات، فقد تواجه المنتخبان في 37 مباراة رسمية وودية، كانت الغلبة فيها للعراقيين في 17 مناسبة، مقابل 11 انتصارًا للأخضر، في حين حسم التعادل نتيجة 9 مباريات بينهما.
ولا يقتصر التفوق العراقي على عدد الانتصارات فحسب، بل يمتد أيضًا إلى القوة الهجومية، حيث تمكن المنتخب العراقي من تسجيل 56 هدفًا في الشباك السعودية، مما يجعله أكثر منتخب هز شباك “الأخضر” عبر التاريخ.
وفي المقابل، سجل المنتخب السعودي 34 هدفًا في مرمى العراق، بينما منتخب أسود الرافدين هو أكثر من نجح في الفوز على الأخضر على أراضي المملكة، برصيد 4 انتصارات.
وعلى النقيض تمامًا، تنقلب الصورة عند النظر إلى سجل المواجهات في تصفيات كأس العالم على وجه التحديد، حيث يمتلك المنتخب السعودي أفضلية مطلقة، ففي 6 مواجهات سابقة جمعت بينهما في طريق المونديال، لم يتذوق المنتخب العراقي طعم الفوز أبدًا.
ونجح المنتخب السعودي في حسم 5 من هذه المباريات لصالحه، بينما انتهت مواجهة وحيدة بالتعادل بنتيجة 1-1، وكانت في تصفيات مونديال 1994.
ويمثل هذا التباين الكبير بين السجل العام وسجل التصفيات عنصر الإثارة الأبرز في قمة جدة، فالعراق يسعى لفك هذه العقدة وتحقيق فوزه الأول على السعودية في التصفيات، بينما يطمح السعوديون إلى تأكيد تفوقهم في هذه المباريات الحاسمة ومواصلة سجلهم الخالي من الهزائم.
ويضيف تاريخ مواجهات السعودية والعراق الغني بالندية بُعدًا آخر للمباراة، حيث يمتلك العراق الأفضلية في قائمة الهدافين التاريخيين للمواجهات، بوجود اسمين كبيرين هما أحمد راضي وأيمن يونس، ولكل منهما 6 أهداف.
وفي سياق متصل، تبرز أرقام فردية للاعبين حاليين قد يكون لهم تأثير في حسم اللقاء، إذ يتطلع النجم السعودي سالم الدوسري، الذي يمتلك 11 هدفًا في تصفيات كأس العالم، إلى زيادة غلته التهديفية والانفراد بالمركز التاسع في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده.
وعلى الجانب الآخر، يقف المهاجم العراقي مهند علي على بُعد هدف واحد فقط من الوصول إلى هدفه الدولي رقم 25، ليعادل رقم رزاق فرحان في قائمة هدافي أسود الرافدين.