اكتشاف جديد من ناسا.. بكتيريا "تتظاهر بالموت"

ديسمبر ٤, ٢٠٢٥

شارك المقال

اكتشاف جديد من ناسا.. بكتيريا "تتظاهر بالموت"

كشفت أبحاث حديثة أجرتها وكالة ناسا عن بكتيريا جديدة تتمتع بقدرة غير مسبوقة على البقاء في حالة خمول شديد، تجعلها "تتظاهر بالموت" كآلية للبقاء على قيد الحياة في بعض أنظف البيئات على كوكب الأرض.

ويُحتمل أن يكون لهذا الاكتشاف آثار كبيرة على فهم العلماء لكيفية الحفاظ على نظافة المركبات الفضائية ومنع تلوثها بالبكتيريا الأرضية، وهو أمر ضروري لضمان صحة البعثات الفضائية ودقة أي اكتشافات مستقبلية لحياة خارج كوكب الأرض.

كيف تتظاهر البكتيريا بالموت؟

يقول نيلز أفيريش، الحاصل على الدكتوراه وأستاذ مساعد في قسم علم الأحياء الدقيقة وعلوم الخلايا بجامعة فلوريدا وعضو معهد أستريوس الفضائي، إن هذه الميكروبات قادرة على خفض نشاطها الأيضي إلى أدنى المستويات، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية للغاية، بما في ذلك الغرف النظيفة المخصصة لتجميع المركبات الفضائية، والتي تختار عادةً فقط الكائنات الأكثر مقاومة. وأضاف أفيريش: "إمكانية تعليق هذه البكتيريا لعملياتها الأيضية بشكل متعمد يجعل فكرة بقائها على أسطح المركبات الفضائية أو أثناء الرحلات الفضائية الطويلة أكثر واقعية مما كنا نتصور سابقًا".

تُعتبر البكتيريا المكتشفة، والمعروفة باسم Tersicoccus phoenicis، نادرة للغاية وقد وُجدت لأول مرة في منشآت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، حيث تبقى خاملة لفترات طويلة حتى إذا تحسنت الظروف المحيطة بها، مما يجعل من الصعب اكتشافها عبر فحوصات التعقيم التقليدية. واللافت في هذه البكتيريا هو أنها لا تُكوّن أبواغًا، وهي الخاصية التي عادةً ما تمنح الميكروبات القدرة على تحمل الظروف القاسية، ما يجعل قدرتها على البقاء مجردًا من الأبواغ أمرًا مثيرًا للدهشة ويشير إلى وجود آليات بقاء غير معروفة بالكامل بعد.

وأشار أفيريش إلى أن هذه الاكتشافات تطرح تساؤلات مهمة حول حماية الكواكب من التلوث الميكروبي، لكنه شدد على أن النتائج لا تعني بالضرورة أن ميكروبات الأرض قادرة على الصمود في ظروف كوكب المريخ. وقال: "من غير المرجح أن تبقى أي كائنات مكشوفة على سطح المريخ على قيد الحياة، لكن في الملاجئ الدقيقة مثل الشقوق تحت الصخور أو التربة المسامية، تصبح حالة الخمول طريقة محتملة للبقاء".

وتناولت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" مؤخرًا هذه الدراسة، مسلطة الضوء على إمكانيات هذه البكتيريا في البقاء والتحمل غير المتوقع.

ويقود أفيريش أيضًا مشروعًا مدعومًا من ناسا في مركز كينيدي للفضاء، يركز على استخدام الميكروبات لإعادة التدوير البيولوجي للنفايات البلاستيكية الناتجة عن رحلات الفضاء الطويلة، وذلك ضمن شراكة بين جامعة فلوريدا ووكالة ناسا لدعم برنامج "من القمر إلى المريخ"، في خطوة لتعزيز الاستدامة البيئية في البعثات الفضائية المستقبلية.

اقرأ أيضًا:

9 أشهر في الفضاء.. كيف قضى رائدا "ناسا" وقتهما؟

"أرتميس".. كيف ستعيد مهمات ناسا الجديدة للفضاء كتابة التاريخ؟

بكتيريا التربة تمنح الأمل لمرضى سرطان الثدى والبروستاتا

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech