مايو ٣١, ٢٠٢٥
تابع
نبض
logo alelm
ما هي ظاهرة إعتام المحيطات التي تهدد الحياة البحرية؟

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Global Change Biology أن أكثر من 21% من محيطات العالم قد شهدت انخفاضًا ملحوظًا في شدة الإضاءة خلال العقدين الماضيين وهي ظاهرة تعرف باسم إعتام المحيطات، مما يثير قلق العلماء بشأن تأثيرات ذلك على الحياة البحرية.

الدراسة، التي قادها البروفيسور توماس ديفيز من جامعة بليموث، استخدمت بيانات الأقمار الصناعية من بوابة بيانات لون المحيط التابعة لوكالة ناسا، لتحديد التغيرات في عمق “المنطقة الضوئية” — وهي الطبقة العليا من المحيط التي تخترقها أشعة الشمس وتدعم معظم أشكال الحياة البحرية.

النتائج أظهرت أن في 9% من المحيطات، تقلصت المنطقة الضوئية بمقدار 50 مترًا، بينما شهدت 2.6% منها انخفاضًا بأكثر من 100 متر. هذا التقلص يجبر الكائنات البحرية التي تعتمد على الضوء على الانتقال إلى طبقات أقرب إلى السطح، مما يزيد من التنافس على الموارد ويهدد بتغيير التوازن البيئي.

كشفت بيانات الأقمار الصناعية والنماذج الرقمية أن أكثر من خمس المحيط العالمي أصبح مظلمًا بين عامي 2003 و2022، مما أدى إلى تقليص نطاق المياه الذي يمكن للحياة المعتمدة على ضوء الشمس وضوء القمر أن تزدهر فيه.

ويظهر هذا التأثير بوضوح على مساحة 75 مليون كيلومتر مربع من المحيط، وهو ما يعادل مساحة اليابسة في أوروبا وأفريقيا والصين وأميركا الشمالية مجتمعة، وهو يخل بالطبقة العليا من المياه حيث تعيش 90% من الأنواع البحرية.

الظاهرة، المعروفة بـ”إعتام المحيطات”، تعزى إلى عدة عوامل، منها التغيرات في درجات حرارة سطح البحر، وتغيرات في تيارات المحيط، وزيادة المواد العضوية والمغذيات في المياه نتيجة للجريان السطحي من الأراضي الزراعية.

على الرغم من أن حوالي 10% من المحيطات قد شهدت زيادة في الإضاءة خلال نفس الفترة، إلا أن هذا لم يعوض التأثيرات السلبية للتعتيم في المناطق الأخرى.

البروفيسور ديفيز حذر من أن استمرار هذه الظاهرة قد يكون له “عواقب وخيمة” على شبكات الغذاء البحرية، ومصايد الأسماك العالمية، ودور المحيطات في تنظيم المناخ.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

من أين تستورد السعودية السيارات؟

المقالة التالية

لماذا توقفت محادثات التجارة الأمريكية الصينية؟