تتنوع أسباب العصبية والتوتر على حسب كل شخص وطبيعة استقباله للمواقف، فقد يكون ناتجًا عن الإرهاق أو المشكلات العائلية أو العملية أو جميعهم، ولذلك فمقدار العصبية يختلف باختلاف الحالة وينعكس كذلك بطريقة مختلفة على الصحة الجسدية.
وعلى الرغم من عدم وجود دراسات تؤكد العلاقة المباشرة بين التوتر والعصبية والإصابة بأمراض القلب، إلا أن بعض الأطباء يؤكدون أن هناك صلة قوية.
تزيد العصبية والتوتر من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، نظرًا للارتباط الوثيق بين الصحة العقلية والجسدية، وقد يتفاقم الارتباط إذا كان الشخص يتبع بعض السلوكيات مثل: التدخين، الإفراط في تناول الطعام، عدم الحصول على قدر كاف من النشاط البدني، أو تناول نظام غدائي غير صحي وزيادة الوزن.
ويمكن الاستدلال على العصبية والتوتر من خلال بعض الأعراض التي تشمل: الصداع، آلام الجسم، آلام المعدة، الطفح الجلدي. وقد يظهر كذلك في صورة تراجع الطاقة، نوم غير مستقر، النسيان وفقدان السيطرة. وعند الإصابة بالعصبية يزيد الجسم من إفراز الأدرينالين وهو هرمون يتسبب في سرعة التنفس وضربات القلب ويرفع ضغط الدم لفترة قصيرة، وتهيئ هذه الأعراض الجسم لإظهار استجابة سواء كانت مواجهة أو هروب.
وقد يؤدي الإجهاد المستمر إلى عصبية وتوتر مزمن يتسبب بدوره في الضغط الزائد على القلب وبالتالي رفع ضغط الدم، ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وربما الوفاة.
تتطلب إدارة العصبية التوتر محاولة الابتعاد عن الحالات العقلية والمزاجية السيئة والتي قد تؤدي إلى أمراض القلب، مثل القلق والاكتئاب والغضب والتشاؤم وعدم الرضا عن الحياة. ولذلك فإن عكس تلك الأعراض سيكون أفضل طريقة للتحكم والسيطرة على الأمر.
وهناك بعض الخطوات التي يمكن أن تحسّن استجابة الجسم ضد العصبية والتوتر ومنها:
التركيز على منع مسببات القلق.. مثل تجنب التفكير السلبي والزائد بشأن المستقبل ومخاوفه والتركيز على الحاضر.
ممارسة الرياضة بانتظام.. لتقليل القلق والتوتر والعصبية، وقد يكون المشي في الطبيعة أو ممارسة اليوغا والتأمل مفيدين.
قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء.. يمنح التواجد وسط أشخاص نثق بهم المزيد من الراحة، بخلاف إمكانية التحدث معهم وإخراج المشاعر السلبية.
الحصول على قسط كاف من النوم.. يجب أن يحصل الشخص البالغ على عدد ساعات نوم تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا من النوم.
تبني المواقف الإيجابية.. من خلال تذكّر المواقف الإيجابية والاحتفاظ بدفتر ملاحظات لكتابة الملاحظات الأسبوعية.
ممارسة الهوايات والاستماع إلى الموسيقى.. بغرض تنقية النفس والاستمتاع بالوقت بعيدًا عن أي توتر أو عصبية.
العلاج بالتعرض.. يتمثل في تعريض الشخص لبيئة العصبية والتوتر بشكل مستمر وتدريبه على محاولة إدارة ذاته وانفعالاته.
اقرأ أيضًا:
نظام إعادة تدوير الدماغ.. دراسة حديثة تكشف سر تجديد الخلايا العصبية
ما هي العناصر الغذائية الدقيقة وكيف تؤثر في الأمراض العصبية؟
المعدة العصبية.. لماذا يتشنج البطن عند الشعور بالتوتر؟
