عندما نتحدث عن الشلالات، نتذكر دائمًا الشلالات العملاقة والمذهلة مثل شلالات نياجارا على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، وشلالات فيكتوريا في زيمبابوي وزامبيا، وشلالات آنجل في فنزويلا. ولكن هل تساءلت يومًا عن أي من هذه الشلالات هو الأكبر في العالم؟ الإجابة قد تدهشك، حيث أن أكبر شلال ليس بالضرورة فوق اليابسة، بل هو تحت الماء.
شلالات آنجل في فنزويلا هو أعلى شلال على الأرض، حيث يصل ارتفاعه إلى 3,212 قدمًا (979 مترًا) وعرضه 500 قدم (150 مترًا) عند قاعدته، وهو ما يعادل تقريبًا طول ثلاث أبراج إيفل مكدسة فوق بعضها البعض. مع ذلك، بالرغم من عظمة هذا الشلال، فإنه ليس الأكبر من حيث الحجم أو كمية المياه.
أكبر شلال موجود في كوكب الأرض هو شلال مضيق الدنمارك، ولكن ما يجعل هذا الشلال مختلفًا أيضًا، أنه شلال ضخم تحت الماء يقع في مضيق الدنمارك، وهي قناة بحرية بين غرينلاند وآيسلندا. هذا الشلال هو الأكبر في العالم بسبب حجمه وكميته الهائلة من المياه المتدفقة.
ما يجعل هذا الشلال ممكنًا هو التغيرات في درجات الحرارة والملوحة التي تشكل معظم التيارات المحيطية. مضيق الدنمارك، الذي يقع بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية، يعمل كقناة لتدفق المياه القطبية من البحار الشمالية إلى المحيط الأطلسي. المياه في هذه المنطقة ليست متجانسة؛ إذ المياه السطحية التي تتلامس مع الهواء البارد في القطب الشمالي تصبح أكثر برودة وملوحة. عندما يتجمد الماء، يتركز الملح في الجزء غير المتجمد، مما يزيد من كثافة الماء. المياه الباردة والمالحة أكثر كثافة من المياه الدافئة، فتغوص إلى قاع البحر، بينما ترتفع المياه الدافئة إلى السطح. هذا التبادل يخلق تيارًا عميقًا وباردًا يتدفق جنوبًا عبر المضيق إلى بحر إيرمينجر في المحيط الأطلسي الشمالي.
شلال مضيق الدنمارك يعتبر من الظواهر الطبيعية المثيرة، ليس فقط بسبب حجمه الهائل، ولكن أيضًا لأنه يظهر كيف أن النظام البيئي المحيطي يعتمد على التغييرات في درجة الحرارة والملوحة. تيارات المحيطات تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المناخ العالمي، وهذا الشلال الضخم هو مثال حي على كيفية تفاعل المحيطات والجو معًا.
لذلك، في المرة القادمة التي تفكر فيها في الشلالات، تذكر أن بعض أكبر الشلالات في العالم ليست فوق الأرض، بل تحت مياه المحيط.
