تشهد الشواطئ الرملية التي تشكّل أكثر من ثلث الخط الساحلي في العالم، انكماشاً تدريجياً، بسبب ارتفاع منسوب البحر، ولكن ما يقرب من نصف هذا الخط يمكن أن يختفي بحلول عام 2100.
وحسب أبحاث مختلفة، فإن تغير المناخ هو السبب الرئيسي لارتفاع مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم، فيما تشير التقديرات إلى أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي ارتفع بمقدار 11-16 سم خلال القرن الماضي فقط.
وعادة، قد تتحول الشواطئ بشكل طبيعي إلى الداخل استجابة لارتفاع مستويات المياه. ومع ذلك، على مدى العقود القليلة الماضية، وجدت الشواطئ، المحاصرة بين ارتفاع مستويات البحار والهياكل مثل المباني والطرق، نفسها بلا مكان تذهب إليه.
ومن المتوقع أن يكون شاطئ لاندمارك في لاغوس، نيجيريا، هو الأكثر تضرراً بحلول عام 2100، حيث سيفقد 918.3 مترًا من الخط الساحلي بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
وتعاني لاغوس بالفعل من التأثير الشديد الناجم عن ارتفاع منسوب مياه البحار من خلال زيادة الفيضانات، والأمراض المنقولة بالمياه، وتدهور نوعية المياه.
بلايا أكومال في كانكون، المكسيك، هو الشاطئ السياحي في أمريكا الشمالية الذي من المتوقع أن يتقلص أكثر (265.9 م)، وفي الوقت نفسه، فإن شاطئ كليرووتر في لونجبوت كي، فلوريدا، هو الشاطئ الأمريكي الذي من المتوقع أن يتقلص أكثر (193.4 مترًا). ويشكل ارتفاع منسوب مياه البحر في كليرووتر مصدر قلق إضافي نظرًا لأن طبقات المياه الجوفية المحلية، التي تعتبر ضرورية لإمدادات المياه للملايين، معرضة لتسرب المياه المالحة.
منذ سبعينيات القرن الماضي، شهد العالم زيادة في متوسط درجات الحرارة تتراوح بين 0.15 إلى 0.20 درجة مئوية كل عقد، كما أشارت أبحاث وكالة ناسا.
وقد أدت ظاهرة الاحتباس الحراري هذه إلى ذوبان القمم الجليدية القطبية، مما أدى إلى فقدان ما يقرب من 28 تريليون طن من الجليد خلال ما يزيد قليلاً عن عقدين من الزمن، علماُ بأنه وفي الوقت نفسه، ارتفعت مستويات سطح البحر العالمية بمتوسط 34.6 ملم خلال نفس الفترة.
وفي مواجهة هذا التحدي، تمت دراسة حلول مثل إنشاء الكثبان الرملية على طول الشاطئ الخلفي للشواطئ، وزيادة النكسات الساحلية، وزراعة النباتات المائية المغمورة للحد من التآكل، للتخفيف من تأثير ارتفاع منسوب مياه البحر.
اقرأ أيضاً:
لماذا تعد حماية أشجار المانغروف أمرًا أساسيًا للتخفيف من تغير المناخ؟
لماذا أصبحت الشعاب المرجانية في العالم مُهددة بالانقراض؟
النشاط البشري القاتل.. كيف يؤثر التلوث الخفي على الحياة البحرية؟
