يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الفترة الحالية مع مرور كل يوم، حيث أصبح استخدامه شائعًا في مختلف المجالات نظراً لقدراته الهائلة في إنجاز المهام في وقت قليل، لكن للذكاء الاصطناعي العديد من العيوب أيضَا، نستعرض في هذا التقرير أحدها وهي استهلاك الكهرباء بكميات كبيرة، وهو ما يتناقض مع الاتجاه العالمي لتخفيض استهلاك الطاقة للحد من تغير المناخ.
يقول الدكتور أليكس دي فريس المتخصص في الذكاء الاصطناعي بجامعة فو أمستردام إن الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي، سيزيد استهلاك الطاقة المرتبط بالذكاء الاصطناعي بشكل كبير في السنوات القادمة.
وأضاف “دي فريس” أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يمكنه إنتاج نصوص أو صور أو بيانات أخرى مثل “ChatGPT” تشهد إقبالاً كبيراً جدا من المستخدمين، وهنا تكمن الأزمة أن تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي هذه تغذية النماذج بكمية كبيرة من البيانات، وهي عملية تستهلك الكثير من الطاقة.
وأوضح “دي فريس” أن شركة “Hugging Face” استهلكت أثناء تغذية أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لإنشاء النصوص متعددة اللغات بالبيانات نحو 433 ميجاوات/ساعة وهو ما يكفي لتزويد 40 منزلًا أمريكيًا متوسط الطاقة لمدة عام.
أوضحت الدراسة التي أشرف عليها “دي فريس” أن شركة جوجل دمجت الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدمة البريد الإلكتروني للشركة وتقوم باختبار تشغيل محرك البحث الخاص بها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالنظر إلى البيانات التي تعالجها حاليًا نجد أن الشركة تقوم حاليًا بمعالجة ما يصل إلى 9 مليارات عملية بحث يوميًا، وبالتالي إذا كان كل بحث على Google يستخدم الذكاء الاصطناعي، فسيحتاج إلى حوالي 29.2 تيراواط من الطاقة سنويًا، وهو ما يعادل استهلاك الكهرباء السنوي في أيرلندا.
يرى الدكتور أليكس دي فريس أن الآثار السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي على الكميات المستهلكة من الطاقة قد لا يظهر قريبًا، وذلك بسبب التكاليف المرتفعة المرتبطة بخوادم الذكاء الاصطناعي الإضافية والاختناقات في سلسلة توريد خوادم الذكاء الاصطناعي.
وتوقعت الدراسة أن يزيد استهلاك الكهرباء المرتبط بالذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم بمقدار 85 إلى 134 تيراواط سنويًا بحلول العام 2027، وتعد هذا الكمية من الكهرباء مماثلة لاستهلاك الكهرباء السنوي لدول مثل هولندا والأرجنتين والسويد، بالإضافة إلى أن التحسينات في كفاءة الذكاء الاصطناعي أيضًا قد تزيد من استهلاك الكهرباء المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
وأوصت الدراسة بالترشيد في استخدام الذكاء الاصطناعي والاكتفاء به في بعض المجالات الضرورية التي نحتاجها، لتجنب زيادة استهلاك الطاقة بقدر يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ عالميًا.
اقرأ أيضاً:
تلسكوب “جيمس ويب” يسجل انفجارات شمسية مثيرة!
الترميم الافتراضي.. تقنية تُظهر المواقع الأثرية قبل قرون
أغلب مالكو الكلاب في أمريكا يشككون في لقاحاتها!
