زيلينسكي يفقد أحد أبرز مساعديه.. لماذا استقال رئيس أركانه؟

نوفمبر ٢٨, ٢٠٢٥

شارك المقال

زيلينسكي يفقد أحد أبرز مساعديه.. لماذا استقال رئيس أركانه؟

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، استقالة رئيس أركانه أندريه يرماك، بعد أن خضع منزل الأخير لتفتيش من قبل محققي مكافحة الفساد، في خطوة غير مسبوقة داخل أروقة السلطة الأوكرانية.

ويُعد يرماك، الذي كان المحاور الرئيسي لأوكرانيا في محادثات السلام مع روسيا والولايات المتحدة، أحد أبرز الشخصيات المقربة من زيلينسكي منذ سنوات، وقد تولى منصب رئيس الأركان في فبراير 2020 بعد فترة طويلة من العمل ضمن الفريق الرئاسي. وقالت هيئتا مكافحة الفساد الأوكرانيتان إن عمليات التفتيش استهدفت يرماك، بينما أشار متحدث باسم الأخير إلى أن المحققين لم يبلّغوه بأي إشعار رسمي بالتحقيق، ما يعني أنه ليس متهمًا حتى الآن، مضيفًا أن يرماك يتعاون بشكل كامل مع التحقيقات بحضور محاميه.

وبحسب وكالة "أسوشيتدبرس" شملت عمليات التفتيش شقة يرماك داخل المجمع الرئاسي في وسط كييف ومكتبه، وسط إجراءات أمنية مشددة. ولم يتضح مكان تواجد زيلينسكي أو يرماك وقت تنفيذ التفتيشات الصباحية.

التحقيقات في قطاع الطاقة

تجري الهيئتان الرقابيتان تحقيقًا في قضية فساد ضخمة بقيمة 100 مليون دولار في قطاع الطاقة، تورط فيها مسؤولون كبار في الحكومة الأوكرانية. ورغم أن صلة هذه التحقيقات بعمليات تفتيش يرماك لم تتضح بعد، فقد رفض مكتب مكافحة الفساد الوطني الإدلاء بأي تعليق بسبب القيود القانونية المفروضة على التحقيقات الجارية.

وأشار المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إلى أن عمليات التفتيش تظهر كفاءة أجهزة مكافحة الفساد في أوكرانيا، مؤكدًا أن الشفافية ومحاربة الفساد تُعد من الشروط الأساسية لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. ويشتبه المحققون بأن الشريك التجاري السابق لزيلينسكي، تيمور مينديتش، يقف وراء الفضيحة، وقد غادر البلاد، ما يعني أن أي إجراءات قانونية ضده قد تُتخذ غيابيًا. وقد استقال وزيران بارزان من الحكومة على خلفية هذه الفضيحة، فيما خضع عدد من نواب يرماك السابقين للتحقيق بتهم مالية مختلفة.

اضطرابات سياسية وتحديات خارجية

أثرت هذه التطورات سلبًا على موقف زيلينسكي في كسب دعم الغرب لمجهود بلاده الحربي ضد روسيا وضمان استمرار التمويل الأجنبي. وقد واجه الرئيس تمردًا داخل حزبه بعد نشر تفاصيل التحقيقات في قطاع الطاقة، حيث اعتبر بعض النواب أن على يرماك تحمل مسؤولية ما حدث لاستعادة ثقة الجمهور. ورغم ذلك، شدد زيلينسكي على ضرورة تجنب الانقسامات السياسية وحث الأوكرانيين على الاتحاد، خاصة مع الضغط الأمريكي للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

وجمعت الرئيس ورئيس أركانه علاقة طويلة بدأت قبل أكثر من 15 عامًا، عندما كان يرماك محاميًا في قطاع التلفزيون وزيلينسكي ممثلًا كوميديًا معروفًا. ومنذ الغزو الروسي في فبراير 2022، رافق يرماك زيلينسكي في كل زياراته الخارجية، واحتفظ بسلطة كبيرة داخل الحكومة، حيث يُنظر إليه على أنه المسؤول عن اختيار القيادات العليا في البلاد، بما في ذلك الوزراء ورؤساء الوزراء.

وقد سبق أن خضع مسؤولون مقربون من يرماك ومكتبه للتحقيقات، في حين تثير استقالته الحالية علامات استفهام حول مستقبل الاستقرار السياسي في أوكرانيا وقدرة الحكومة على مواصلة الإصلاحات ومكافحة الفساد في ظل ضغوط الحرب.

اقرأ أيضًا:
أوكرانيا تُجري تغييرات جوهرية على خطة السلام الأمريكية
زيلينسكي يسعى لإصلاح العلاقات مع ترامب وسط تعليق المساعدات العسكرية
بعد تقديم الضمانات لزيلينسكي.. هل تقترب أوكرانيا من الانضمام لحلف الناتو؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech