أول زيارة لملك سعودي إلى الولايات المتحدة

نوفمبر ١٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

أول زيارة لملك سعودي إلى الولايات المتحدة

تُعد العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا راسخًا للشراكة الإستراتيجية الممتدة منذ أكثر من تسعة عقود، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والأمنية.

وقد بدأت هذه العلاقات منذ عام 1350هـ/1931م مع بدء استكشاف النفط بشكل تجاري في السعودية، واستمرت في التطور عبر اتفاقيات ومعاهدات، وزيارات رسمية متبادلة، وأطر تعاون استراتيجي يدعم مصالح البلدين ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

تاريخ العلاقات السعودية–الأمريكية

تأسست العلاقات بين البلدين على أسس التعاون الاقتصادي والسياسي بعد منح الملك عبدالعزيز الحق لشركة أمريكية في التنقيب عن النفط عام 1350هـ/1931م، وتبع ذلك توقيع اتفاقية تعاون عام 1351هـ/1933م، ثم جاء اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي “يو إس إس كوينسي” في 2 ربيع الآخر 1364هـ/14 فبراير 1945م، لتضع حجر الأساس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد، وخلال تلك الزيارة تبادل الزعيمان الهدايا، حيث أهدى روزفلت طائرة ركاب DC-3 ساهمت لاحقًا في إنشاء الخطوط الجوية السعودية.

أول زيارة ملكية رسمية إلى الولايات المتحدة

تاريخيًا، كانت أول زيارة لملك سعودي إلى الولايات المتحدة في 28 جمادى الآخرة 1376هـ/29 يناير 1957م، حين زار الملك سعود بن عبدالعزيز أمريكا بدعوة من الرئيس دوايت أيزنهاور.

واستغرقت الزيارة 11 يومًا، ولاقى خلالها الملك سعود اهتمامًا رسميًا وشعبيًا كبيرًا، وركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وخلال هذه الزيارة، استغل الملك سعود فرصة التوجه إلى مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقى خطابًا حمل رسالة سلام وحسن نية إلى المجتمع الدولي، مؤكّدًا أهمية التمسك بمبادئ الميثاق الدولي لهيئة الأمم المتحدة، وتمكين الشعوب من حقها في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتجنب الأزمات والحروب، وقد حظي الخطاب بالترحيب الحار والهتافات من المندوبين، معبرًا عن الروح السامية التي سادت اللقاء.

ولم يقتصر اهتمام الملك سعود بالجانب الدولي فحسب، بل تميزت زيارته بزيارات ومباحثات رسمية مع الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، حيث تبادلا كلمات الترحيب الرسمية، وأكد الملك على رغبته في توطيد العلاقات مع الشعب الأمريكي على أساس المودة والمصلحة المتبادلة، وعُقدت عدة اجتماعات بين الزعيمين، أولها عند وصول الملك إلى واشنطن بمكتب الرئيس، بحضور مستشار الملك جمال بك الحسيني كمترجم، ثم استؤنفت المباحثات في قاعة مجلس الوزراء بحضور كبار مستشاري الطرفين.

وتميزت المباحثات بين الملك سعود والرئيس أيزنهاور بالوضوح والصراحة والاحترام المتبادل، حيث نوقشت خلالها القضايا الاقتصادية والسياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، وتم التوصل إلى اتفاق عام على المسائل الرئيسية، ليكلف أعوان الطرفين بوضع الاتفاقات التفصيلية لاحقًا، وأكد الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحافي أن المباحثات قد حلت عددًا كبيرًا من العقبات وأسهمت في إزالة سوء التفاهم، فيما شدد الملك سعود على ضرورة توحيد جهود الدول من أجل السلام واستحداث عهد جديد يسوده المودة والتفاهم بين الشعوب.

وانتهت الزيارة بنجاح باهر، إذ أعطت صورة واضحة عن عمق الصداقة بين الزعيمين، وعززت العلاقات السعودية–الأمريكية لتصبح حجر الزاوية في التعاون الثنائي على المستويين الإقليمي والدولي، وأرست أساسًا للشراكة الاستراتيجية التي استمرت لعقود لاحقة بين البلدين.

الزيارات الرسمية المتبادلة بين السعودية والولايات المتحدة

شهدت العقود التالية زيارات ملكية رفيعة المستوى:

  • الملك فيصل (1386هـ/1966م)
  • الملك خالد (1398هـ/1978م)
  • الملك فهد (1405هـ/1985م)
  • الملك عبدالله (1431هـ/2010م)
  • الملك سلمان (1436هـ/2015م)
  • ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (1436–1439هـ/2015–2018م)

أما الزيارات الرسمية للرؤساء الأمريكيين إلى السعودية فشملت:

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech