أصدرت محكمة تونسية، اليوم الجمعة، حكمًا يقضي بسجن زعيم حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، لمدة عامين، إضافةً إلى غرامة مالية تقدر بحوالي 68 ألف دولار أمريكي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ووفقًا للمحامي سمير ديلو، العضو في هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، تتعلق القضية بتدقيق المعاملات المالية لأعضاء البرلمان خلال الفترة بين 2019 و2024، وهي الفترة التي شغل فيها الغنوشي منصب رئيس مجلس نواب الشعب. وأوضح ديلو أن الحكم صدر على خلفية مكافأة مالية تلقاها الغنوشي عام 2016 من منظمة تعمل على نشر قيم السلام والتسامح، والتي تبرع بها لاحقًا لصالح منظمة الهلال الأحمر التونسي.
وأشار المحامي إلى أن المحكمة أصدرت حكمها دون استنطاق الغنوشي، الذي يبلغ من العمر 84 عامًا، والموقوف منذ أبريل 2023. ويواجه الغنوشي عدة قضايا أخرى تشمل الإرهاب، الفساد المالي، والتآمر على أمن الدولة، وقد صدرت ضده ثلاثة أحكام سابقة في جلسات قاطعها بدعوى افتقادها شروط المحاكمة العادلة. وتصف حركة النهضة وأحزاب المعارضة التهم الموجهة إليه بأنها سياسية وملفقة.
سلسلة أحكام قضائية سابقة ضد الغنوشي
في وقت سابق من هذا العام، أصدرت محكمة تونسية حكمًا بالسجن لمدة 14 عامًا على الغنوشي في قضية اتُهم فيها عدد من السياسيين بالتآمر على أمن الدولة، كما حُكم على بعض أعضاء حزبه بالسجن لمدة 12 عامًا. ويأتي هذا ضمن سلسلة أحكام قضائية صدرت ضده في قضايا تتعلق بالإرهاب وغسل الأموال. وكان حزب النهضة قد تصدر المشهد السياسي بعد سقوطه في إطار الربيع العربي، وتولى الغنوشي لاحقًا رئاسة مجلس نواب الشعب، قبل أن تتصاعد المضايقات القضائية بعد تولي الرئيس قيس سعيد السلطة قبل ست سنوات.
من جانبه، نفى فريق الدفاع عن الغنوشي جميع التهم، مؤكدًا أن الإجراءات لم تلتزم بمعايير المحاكمة العادلة، وأن الاتهامات استندت إلى شهادات متناقضة لشهود مجهولين. وأشار المحامون إلى أن العديد من أعضاء الحزب، بينهم نجل الغنوشي ووزير خارجية سابق، صدرت بحقهم مذكرات توقيف غيابية، ويواجهون اتهامات تشمل الانتماء إلى منظمة إرهابية والتحريض على العنف والإطاحة بالحكومة.
ويؤكد محامو الغنوشي أن ما يتعرض له هو “مضايقات قضائية غير مبررة”، ويطالبون بالإفراج عن القيادات الإسلامية المعتقلة، بينما يرفض الزعيم المسجون المثول أمام المحاكم التي يعتبرها مستغلة سياسيًا.
اقرأ أيضًا:
محاولة فاشلة لاقتحام البرلمان التونسي
محاصرة أسطول الصمود.. هكذا تحوّل إلى حملة رقمية قلبت العالم
نهاية موجعة لقصة الطفلة التونسية مريم.. تفاصيل العثور عليها














