أشعلت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب جدلاً واسعاً بعد أن لمح في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن عمدة لندن يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة البريطانية، وردّ صادق خان، المنتمي إلى حزب العمال، بوصف ترمب بأنه «عنصري» و«معادٍ للمسلمين»، مؤكداً أن تصريحاته تعكس ميولاً متطرفة ضد الأقليات والمهاجرين.
الخلاف بين ترمب وعمدة لندن ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى سنوات مضت، ففي عام 2016، حين كان ترمب مرشحاً للرئاسة الأميركية، انتقد خان اقتراحه بمنع دخول مواطني بعض الدول ذات الغالبية المسلمة إلى الولايات المتحدة، ومع مرور الوقت، تصاعدت حدة السجال، خاصة قبل زيارة الدولة الأولى لترمب إلى بريطانيا عام 2019، حين شبهه خان بـ«الدكتاتوريين» في أوروبا خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
في خضم هذه التوترات، سعى رئيس الوزراء كير ستارمر، المنتمي بدوره إلى حزب العمال، إلى الحفاظ على علاقة متوازنة مع ترمب، مستقبلاً إياه في زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، وفي المقابل، أكد وزير في الحكومة، بات ماكفادن، أن ترمب «يسيء تفسير» حقيقة ما يجري في لندن.
كما دافع وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج عن خان قائلاً: «صادق خان لا يحاول فرض الشريعة الإسلامية على لندن».
ردّ عمدة لندن على الانتقادات الأميركية بالتأكيد على أن العاصمة البريطانية ما زالت في الصدارة على مستوى الاستثمارات الأجنبية وأنها «أعظم مدينة في العالم»، وأشار إلى أن لندن أكثر أماناً من كثير من المدن الأميركية الكبرى، وهو ما أكدته بلدية لندن في بيان سابق رحّبت فيه أيضاً بالعدد القياسي من المواطنين الأميركيين الذين انتقلوا للعيش هناك.
في وقت سابق وصف ترمب عمدة لندن بـ«الفاشل»، بل وتحداه بالخضوع إلى اختبار لمعدل الذكاء، ورد خان بسخرية عبر شبكة «آي تي في لندن» قائلاً: «قضيت وقتاً طويلاً في ذهن ترمب لدرجة أنني أستحق حقوق المتعدين على الملكية الفكرية، وآمل ألا يرسل لي فاتورة عن كل هذا الوقت».
وبهذا يتضح أن السجال بين الرئيس الأميركي السابق وعمدة لندن يتجاوز حدود التصريحات السياسية ليعكس صراعاً مفتوحاً على الهوية والصورة العامة لكل من واشنطن ولندن في أعين العالم.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
“مغارة مظلمة”.. اكتشاف سجن سري تحت الأرض في سوريا