أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا خلال زيارته الرسمية الثانية إلى بريطانيا، بعدما ظهر في مقطع مصور وهو يسير متقدمًا على الملك تشارلز الثالث، أثناء استعراض حرس المشاة، في مشهد اعتبره البعض “تجاهلًا للبروتوكول الملكي”.وأظهرت اللقطات الملك تشارلز يسير بمفرده خلف ترامب، ما فتح الباب أمام موجة واسعة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي واقعة ثانية، أشارت بعض الصحف البريطانية إلى أن ترامب ارتكب مخالفة أخرى حين صفع الأمير ويليام بخفة على ذراعه خلال المصافحة، بدلًا من الاكتفاء بالتحية الرسمية التقليدية التي تتمثل في الانحناء، وهو ما يعد تجاوزًا للإتيكيت غير المكتوب في التعامل مع العائلة المالكة.
وحظيت زيارة ترامب لبريطانيا باحتفاء لافت؛ إذ خصص الملك تشارلز والملكة كاميلا والأمير ويليام وزوجته كيت استقبالًا رسميًا لترامب وزوجته ميلانيا في قلعة وندسور، شمل عرضًا عسكريًا ضخمًا، ومعرضًا خاصًا يجسد عمق العلاقات بين لندن وواشنطن، إضافة إلى استعراض جوي لفريق “السهام الحمراء”.
صرّح الخبير دانكان لاربومب لموقع “مترو” أن تأخر ترامب عن حضور الاستقبال الرسمي الذي نظمه الأمير ويليام وزوجته كيت لمدة 20 دقيقة يُعد خرقًا للبروتوكول، مضيفًا أن الخطأ الأكبر تمثل في تقدم ترامب على الملك تشارلز أثناء تفقد حرس المشاة.
وأشار لاربومب، إلى أن البروتوكول الملكي يقضي بأن يسير رئيس الدولة الزائر خلف الملك، لا أمامه، واعتبر أن هذا التصرف يعكس تجاهل ترامب للأعراف البروتوكولية.
ومن جانبه رأى المؤرخ الملكي موك أوكيف، أن ما جرى خلال زيارة ترامب إلى بريطانيا يعكس الطابع الودي والتاريخي للعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن شخصية ترامب التي تميل إلى كسر القواعد الرسمية أفرزت بعض اللحظات الطريفة. وأوضح أوكيف، أن مثل هذه الإيماءات العفوية لا تستحق التدقيق المفرط، لافتًا إلى أن إظهار المودة تجاه العائلة المالكة ليس أمرًا جديدًا.
ورغم الانتقادات، نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن مصدر ملكي تأكيده أن البروتوكول الرسمي ينص على أن يتقدّم رئيس الدولة الزائر أولًا أثناء تفقد الحرس، ما يعني أن ترامب التزم بالقواعد المقررة، رغم ما بدا للبعض عكس ذلك.
ويرى محللون أن الاهتمام الكبير بهذه اللقطات يعود جزئيًا إلى واقعة سابقة تعود إلى عام 2018، خلال زيارة ترامب للمملكة المتحدة في عهد الملكة إليزابيث الثانية، حين توقف فجأة أمامها أثناء السير، ما اضطرها إلى المرور من جانبه، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها مخالفة صريحة للتقاليد الملكية التي تقتضي ألّا يتقدّم الضيف على الملكة.
وقد أظهرت اللقطات المتداولة حينها الملكة إليزابيث وهي توجه ترامب أثناء السير، مشيرة بيدها إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي عليه اتباعه، في مشهد أثار الكثير من التعليقات حول مدى التزامه بقواعد البروتوكول.
وعلى الرغم من أن البروتوكول الملكي البريطاني يتضمن تعليمات رسمية صارمة، فإن الضيوف غالبًا ما يواجهون انتقادات ليس بسبب خرقهم القواعد المكتوبة، بل نتيجة تجاهلهم أعرافًا اجتماعية غير منصوص عليها أو إتيكيت غير رسمي متعارف عليه.
ويشير الموقع الرسمي للعائلة المالكة إلى أنه “لا توجد قواعد سلوك إلزامية عند لقاء الملك أو أي من أفراد العائلة المالكة لكن الكثيرين يفضلون اتباع الأشكال التقليدية”، فبالنسبة للرجال تكون التحية عبر انحناءة خفيفة بالرأس، بينما يُنصح النساء بانحناءة بسيطة للجسم، فيما يبقى خيار المصافحة باليد متاحًا بوصفه أسلوبًا معتاد للبعض.
اقرأ أيضًا:
وسط احتفالات واحتجاجات.. ترامب في زيارة تاريخية إلى المملكة المتحدة