يونيو ٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
واشنطن تسمح لسوريا بضم مجهادين سابقين للجيش

في تحول لافت للموقف الأمريكي، منحت واشنطن موافقتها المشروطة لخطة سورية جديدة تهدف إلى دمج آلاف المقاتلين الأجانب، الذين يحمل بعضهم خلفيات جهادية سابقة، ضمن صفوف الجيش الوطني السوري.

هذا التطور، الذي كشف عنه المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، يشترط شفافية كاملة في عملية الاستيعاب هذه، ويمثل تغييرًا جذريًا في سياسة واشنطن التي كانت حتى مطلع مايو الماضي تطالب بإبعاد شامل لهذه العناصر عن المؤسسات الأمنية.

الخطة السورية ورؤية واشنطن

ووفقًا لمسؤولين دفاعيين سوريين، تستهدف الخطة إدماج قرابة 3500 مقاتل غير سوري – غالبيتهم من أقلية الأويغور القادمين من الصين ودول مجاورة – في وحدة عسكرية مستحدثة هي “الفرقة 84″، والتي ستضم أيضًا جنودًا سوريين. وفي تصريحات أدلى بها لرويترز من دمشق، رأى السفير باراك أنه من الأفضل احتواء هؤلاء المقاتلين، الذين وصف الكثير منهم بأنهم “موالون للغاية” للإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، ضمن إطار الدولة بدلاً من نبذهم، وهو ما وصفه بـ”التفاهم والشفافية” بين الجانبين.

ويأتي هذا المنعطف في السياسة الأمريكية في أعقاب جولة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط الشهر الماضي، والتي شهدت موافقته على رفع العقوبات المفروضة منذ عهد الأسد، ولقاءه بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض، وتعيين باراك، المعروف بقربه من ترامب، مبعوثًا خاصًا.

وكانت الدوائر المقربة من الرئيس الشرع قد دفعت في حواراتها مع الأطراف الغربية بأن استيعاب هؤلاء المقاتلين الأجانب في الجيش يمثل خطرًا أمنيًا أقل بكثير من تركهم لمصيرهم، الأمر الذي قد يدفعهم للارتماء مجددًا في أحضان تنظيم القاعدة أو “الدولة الإسلامية”. وكان الشرع قد ألمح سابقًا إلى إمكانية منح المقاتلين الأجانب وعائلاتهم الجنسية السورية تقديرًا لدورهم في الإطاحة بنظام الأسد.

ملف المقاتلين الأويغور وموقف الصين

يشكل المقاتلون الأويغور، المنتمون تاريخيًا للحزب الإسلامي التركستاني (TIP) الذي تصنفه بكين منظمة إرهابية، جزءًا هامًا من هذه العناصر. وفي هذا السياق، أكد عثمان بوغرا، المسؤول السياسي في الحزب، في بيان مكتوب لرويترز، أن الحزب قد “حل نفسه رسميًا وانضم للجيش السوري”، وأن عناصره تعمل الآن بالكامل تحت سلطة وزارة الدفاع السورية دون أي ارتباطات خارجية.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الصينية عن أملها في أن “تتصدى سوريا لجميع أشكال الإرهاب والقوى المتطرفة استجابة لمخاوف المجتمع الدولي”، فيما أشارت مصادر سورية ودبلوماسية إلى سعي بكين سابقًا لتقييد نفوذ الجماعة في سوريا. وكانت تعيينات محدودة لجهاديين أجانب سابقين من قيادات هيئة تحرير الشام (التي انبثقت عن جبهة النصرة، فرع القاعدة السابق في سوريا، قبل أن تقطع صلاتها به في 2016 وتخوض ضده معارك لاحقًا) في مناصب عسكرية عليا في ديسمبر الماضي قد أثارت قلق العواصم الغربية بشأن توجهات القيادة السورية الجديدة.

إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تجاوز هذه النقطة الخلافية التي كانت تعيق التقارب مع الغرب. ويرى عباس شريفة، الخبير الدمشقي في شؤون الجماعات الجهادية، أن المقاتلين الذين يتم دمجهم أبدوا ولاءهم للقيادة السورية وخضعوا لـ”تصفية إيديولوجية”، محذرًا من أن “التخلي عنهم يجعلهم فريسة سهلة لداعش أو غيره من التنظيمات المتطرفة”.

يُذكر أن آلاف الأجانب من المسلمين السنة انضموا إلى فصائل المعارضة في سوريا خلال الحرب التي استمرت 13 عامًا ضد نظام الأسد، المدعوم من ميليشيات شيعية إيرانية. وقد اكتسب المقاتلون الأجانب في صفوف هيئة تحرير الشام سمعة كمقاتلين أشداء ومنضبطين، وشكلوا عصب ما عُرف بوحدات النخبة. ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية أو المتحدث باسم الحكومة السورية على هذه التطورات عند طلب رويترز التعليق.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

رغم محادثات السلام.. الخلاف لا يزال عميقًا بين روسيا وأوكرانيا

المقالة التالية

“لن أموت غنيًا”.. بيل غيتس يكرس أغلب ثروته لتنمية أفريقيا