أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن الاحتلال وافق على المقترح الأمريكي للهدنة في غزة، الذي قدمه مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وتأتي هذه التطورات كعلامات جديدة على إمكانية إحراز تقدم نحو هدنة، خاصة بعد التفاؤل الذي أبداه ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق هذا الأسبوع بشأن جهود الوساطة لإنهاء الحرب وإعادة المزيد من الرهائن المحتجزين منذ الهجوم الذي أشعل الصراع.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، للصحفيين أن الاحتلال “دعم وأيّد” المقترح الأمريكي الجديد. من جانبها، أفادت حركة حماس في بيان بأنها تلقت المقترح وأنها “تدرسه بمسؤولية بما يخدم مصالح شعبنا وتقديم الإغاثة له وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة”. وكانت حماس قد أشارت في وقت سابق إلى اتفاقها مع ويتكوف على “إطار عام” لاتفاق أوسع يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة، وتدفق المساعدات، بالإضافة إلى نقل السلطة من الحركة إلى لجنة فلسطينية مستقلة سياسيًا.
تظل المفاوضات بين حماس والاحتلال محفوفة بالتعقيدات نظرًا للمطالب المتباينة للطرفين. فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض إنهاء الحرب قبل إطلاق سراح جميع الرهائن وتدمير قدرات حماس العسكرية والسياسية أو نزع سلاحها ونفي قادتها. كما صرح بأن الاحتلال سيفرض سيطرته الأمنية على غزة إلى أجل غير مسمى، وتدعم ما أسماه “الهجرة الطوعية” لجزء كبير من سكان القطاع، وهي خطط لاقت رفضًا فلسطينيًا ودوليًا واسعًا، حيث يعتبرها خبراء انتهاكًا محتملاً للقانون الدولي.
في المقابل، تتمسك حماس بأنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين لديها – والذين يمثلون ورقة التفاوض الأهم – إلا مقابل إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. وعرضت الحركة تسليم السلطة في غزة إلى لجنة من الفلسطينيين المستقلين سياسيًا للإشراف على إعادة الإعمار.
وتشير التقديرات إلى أن حماس لا تزال تحتجز 58 رهينة، يُعتقد أن حوالي ثلثهم فقط على قيد الحياة، وسط مخاوف متزايدة على سلامتهم مع استمرار الحرب. وقد أسفرت العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال عن مقتل آلاف الفلسطينيين منذ استئنافها بعد انتهاء هدنة سابقة في مارس الماضي. ويبقى الخلاف الجوهري حول طبيعة وقف إطلاق النار – سواء كان مؤقتًا لتبادل الرهائن كما يطالب الاحتلال، أو دائمًا كما تشترط حماس – هو العائق الرئيسي الذي عطّل المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر لأكثر من عام ونصف، ولا توجد مؤشرات حتى الآن على أنه قد تم التوصل إلى حل لهذه النقطة الخلافية.