أعلنت جماعة الحوثي، عبر كبير مفاوضيها محمد عبد السلام، أن الاتفاق الأخير مع الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وجاء هذا التوضيح بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف الهجمات المتبادلة، وذلك بوساطة سلطنة عمان.
وقال عبد السلام في تصريح لوكالة رويترز، إن المفاوضات لم تتضمن “أي بنود تتعلق بإسرائيل”.
وأضاف في مقابلة مع قناة “المسيرة” التابعة للجماعة أن “الذي تغير هو الموقف الأمريكي، أما موقفنا فهو على حاله”.
وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد أعلن أن الجانبين -الحوثيون والولايات المتحدة- توصلا إلى اتفاق “لعدم استهداف بعضهم البعض”، بعد سبعة أسابيع من الضربات الأمريكية التي جاءت ردًا على هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية.
رغم الاتفاق، شهدت الأوضاع الميدانية تصعيدًا كبيرًا، إذ قصفت طائرات إسرائيلية، الثلاثاء، مطار صنعاء الدولي وعددًا من محطات الكهرباء، وأكد مدير المطار خالد الشايف أن الخسائر الناتجة عن “العدوان الإسرائيلي” تُقدّر بنحو 500 مليون دولار.
كما شنت إسرائيل، منذ مطلع الأسبوع، جولتين من الغارات الجوية، استهدفت الأولى ميناء الحديدة ودمرت أرصفة ومستودعات، بينما دمرت الغارة الثانية مدرج المطار وصالة المغادرة وثلاث طائرات، حسبما أفادت مصادر لوكالة رويترز.
وتأتي هذه الضربات بعد سقوط صاروخ حوثي بالقرب من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص .
وكانت الولايات المتحدة قد كثفت حملتها العسكرية ضد الحوثيين في مارس، حيث أمر ترامب بقصف أكثر من 800 هدف في اليمن، شملت مراكز قيادة وأنظمة دفاع جوي ومنشآت تصنيع أسلحة، وأكد الجيش الأمريكي أن الضربات أسفرت عن مقتل “عدد كبير من القادة الحوثيين”، دون الكشف عن أسمائهم.
لكن سلطات الحوثيين أعلنت سقوط عشرات القتلى من المدنيين، مع الإشارة فقط إلى أعداد محدودة من عناصر الجماعة.
في تصريحات من البيت الأبيض، قال ترامب إن الحوثيين “لا يريدون القتال بعد الآن”، وإن الولايات المتحدة “ستصدق هذا الالتزام”، مشيرًا إلى أن هدف واشنطن تحقق بوقف استهداف السفن في البحر الأحمر.
من جانبه، وصف عبد السلام تصريحات ترامب بأنها تعكس “إحباطًا أمريكيًا بعد الفشل في حماية السفن الإسرائيلية”، مؤكدًا مجددًا أن “الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي حال”.
في ظل هذا المشهد المتقلب، يبقى البحر الأحمر ساحة توتر قائمة، بينما تتصاعد مؤشرات التصعيد الإسرائيلي في اليمن رغم الاتفاق الأمريكي-الحوثي.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| محطات في تاريخ الصراع بين الهند وباكستان
الهند وباكستان.. مقارنة بين القدرات العسكرية للجيشين
من هو ميرز مستشار ألمانيا العاشر بعد الحرب العالمية الثانية؟
