شهدت مفاوضات روما بين إيران والولايات المتحدة، خطوة جديدة نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وسط مؤشرات على تقدم حذر في الحوار بين الطرفين.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، أن المحادثات جرت في أجواء “بناءة” وأفضت إلى تفاهم أفضل حول بعض المبادئ والأهداف.
وقد عُقد اللقاء بين عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، داخل السفارة العمانية في حي كاميلوتشيا في روما، واستمر لعدة ساعات دون إصدار بيان رسمي من الجانب الأمريكي.
في أعقاب مفاوضات روما، أعلن عراقجي أن الجانبين اتفقا على إرسال فرق من الخبراء إلى سلطنة عمان لمناقشة التفاصيل الفنية لاتفاق محتمل.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماعاً ثانياً بين عراقجي وويتكوف في مسقط يوم 26 أبريل، وسط أمل بأن تمهد هذه اللقاءات الطريق لتفاهم مستدام.
ووصف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي هذه الجولة بأنها “مليئة بالزخم”، مؤكدًا أن “ما كان مستحيلًا بالأمس بات ممكنًا اليوم”.
وأضافت وزارة الخارجية العمانية أن الطرفين يسعيان لاتفاق يضمن خلو إيران من الأسلحة النووية مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة السلمية.
تُعد مفاوضات روما استثنائية بالنظر إلى الخلفية التاريخية المعقدة بين طهران وواشنطن، منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وأزمة السفارة الأمريكية.
وقد انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 في ولايته الأولى، ما أعاد فرض العقوبات الاقتصادية وأشعل سلسلة من الهجمات والتوترات.
وفي الوقت الذي يتفاوض فيه الطرفان، تلوح في الأفق تهديدات بضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات أو استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة قريبة من 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
قبل جولة مفاوضات روما، التقى ويتكوف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وكذلك وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الذي أكد أن “الدبلوماسية تُبنى بالصبر، والاحترام المتبادل”.
ومن المرجح أن تلعب الوكالة دورًا مركزيًا في مراقبة التزام إيران بأي اتفاق جديد، كما حدث في الاتفاق السابق.
ويُذكر أن العراقجي التقى كذلك بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في إشارة إلى الانخراط الروسي في الملف النووي الإيراني، خاصة أن روسيا كانت جزءًا من اتفاق 2015.
بالتزامن مع مفاوضات روما، شهدت العملة الإيرانية بعض التحسن بعد هبوطها إلى أكثر من مليون ريال مقابل الدولار الأمريكي في وقت سابق من الشهر.
وتُعوّل الحكومة الإيرانية على نتائج المفاوضات لتحسين الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وسط أزمات داخلية تتعلق بالحجاب الإلزامي وشائعات رفع أسعار البنزين.
وفي مؤشر على انفراجة محتملة في القيود، وصلت طائرتان من طراز إيرباص A330-200 إلى طهران بعد أن تمت إعادة تسجيلهما في إيران، رغم أن الصفقة تتطلب موافقة أمريكية بسبب العقوبات.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد تُبدي بعض المرونة في حال تحققت تطورات إيجابية في المحادثات.
وعلى الرغم التقدم الملحوظ في مفاوضات روما، لا تزال طهران متمسكة بموقفها الثابت بشأن تخصيب اليورانيوم.
وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن بلاده لن تقبل بأي نموذج مشابه لما حدث في ليبيا، ولن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.
وكتب شمخاني على منصة X: “إيران جاءت من أجل التوصل إلى اتفاق متوازن، وليس الاستسلام”، في تأكيد على أن أي تنازلات يجب أن تكون متبادلة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| أبرز التحديات أمام اتفاق الولايات المتحدة وإيران