أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت عن هدنة في أوكرانيا تمتد من الساعة السادسة مساءً حتى منتصف ليل الأحد، بمناسبة الاحتفال بعيد الفصح الأرثوذكسي.
وأوضح بوتين أن هذا القرار يأتي “انطلاقًا من اعتبارات إنسانية” ووجّه أوامره للقوات المسلحة الروسية بوقف جميع العمليات العسكرية خلال هذه الفترة.
وأكد بوتين في اجتماعه مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، أن بلاده “تفترض أن الجانب الأوكراني سيحذو حذوها” ويلتزم بنفس شروط الهدنة.
وفي الوقت ذاته شدد بوتين على ضرورة استعداد القوات الروسية لصد أي استفزازات أو انتهاكات محتملة من قبل العدو، في حال عدم التزام الطرف الآخر بالهدنة في أوكرانيا.
اعتبر الرئيس الروسي أن ما ستقوم به أوكرانيا خلال هذه الهدنة سيُظهر مدى “استعداد نظام كييف لحل الأزمة عبر الطرق السلمية”، مشيرًا إلى أن موسكو كانت ولا تزال منفتحة على المفاوضات، وترحب بالجهود الدولية، خاصة من الولايات المتحدة والصين، للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة.
على الرغم من إعلان هدنة في أوكرانيا، لم يخف بوتين تشكيكه في التزام الطرف الأوكراني، مذكرًا بأن كييف سبق وأن انتهكت ما وصفه بـ”هدنة الطاقة” أكثر من 100 مرة عبر شن هجمات على البنية التحتية الروسية.
وقال بوتين: “نعلم أن نظام كييف لم يحترم سابقًا الاتفاقيات الإنسانية، وهذا ما يفرض الحذر”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية تمكنت من تحرير قرية أوليشنيا الواقعة في منطقة كورسك الحدودية، ضمن العمليات الهجومية الأخيرة.
وباستعادة هذه البلدة، لم يتبق للجيش الأوكراني سوى قرية جورنال قبل أن تكمل موسكو السيطرة الكاملة على المنطقة.
وقد استعادت روسيا نحو 99% من الأراضي التي فقدتها في صيف 2024 عندما شنت القوات الأوكرانية هجومًا مباغتًا في كورسك.
رغم الحديث عن هدنة في أوكرانيا، لم تغب الاشتباكات عن المشهد، ففي نفس اليوم، أفاد حاكم منطقة كورسك بأن طائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت سيارة مدنية، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة رجل وطفل.
وتشير هذه الحوادث إلى هشاشة الوضع الميداني وصعوبة تثبيت وقف دائم لإطلاق النار، رغم المبادرات المؤقتة مثل هدنة في أوكرانيا.
استغل بوتين أجواء عيد الفصح ليبعث برسالة تهنئة إلى العسكريين الأرثوذكس، مؤكدًا دعمه لهم وهم “يقاتلون من أجل روسيا”.
وقال: “في هذه المناسبة، أود أن أهنئ جميع من يحتفل بعيد الفصح في بلادنا وفي العالم”، في إشارة رمزية تجمع بين البعد الديني والسياسي في مبادرة هدنة في أوكرانيا.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أوكرانيا تفرض عقوبات على شركات صينية
موقع إلكتروني تابع للبيت الأبيض يروّج لتسريب فيروس كورونا
إنفوجرافيك| حرب السودان.. عامان من تداعيات المأساة