بدأت المحادثات الأمريكية الإيرانية رفيعة المستوى بشأن مفاوضات برنامج طهران النووي، اليوم السبت، في عُمان، في ظل تهديد رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بعمل عسكري في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ترأس وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وفد بلاده، بينما أدار مبعوث “ترامب” إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، المحادثات من الجانب الأمريكي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عبر منصة التواصل الاجتماعي “X”: “بدأت محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العماني”.
وأوضح “بقائي” أن كل وفد كان له غرفته الخاصة، وكان يتبادل الرسائل عبر وزير الخارجية العماني.
وتتعامل إيران مع المحادثات بحذر، متشككة في إمكانية التوصل إلى اتفاق، بسبب “ترامب”، الذي هدد مرارًا بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها المتصاعد لتخصيب اليورانيوم.
وفي حين أشاد كل جانب بفرص تحقيق بعض التقدم، إلا أنهما لا يزالان متباعدين بشأن نزاع مستمر منذ أكثر من عقدين، ولم يتفقا على ما إذا كانت المحادثات ستكون وجهًا لوجه، كما يطلب “ترامب”، أو غير مباشرة، كما تريد إيران.
وقبيل بدء المحادثات الأمريكية الإيرانية الأولى بين طهران وإدارة “ترامب”، بما في ذلك فترة ولايته الرئاسية الأولى، التقى “عراقجي” بوزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، في مسقط، لعرض “النقاط والمواقف الرئيسية” لبلاده التي سيتم نقلها إلى الجانب الأمريكي، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية.
ويرى محللون، أنه في حال فشلت المحادثات الأمريكية الإيرانية، فقد تتفاقم المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في منطقة تُصدّر معظم نفط العالم.
وحذّرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أمريكية من أنها ستواجه “عواقب وخيمة” إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على إيران.
وقال “عراقجي “للتلفزيون الإيراني: “هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا دخل الطرف الآخر المحادثات بموقف مُساوٍ”.
وأضاف أنه من السابق لأوانه التعليق على مدة المحادثات الأمريكية الإيرانية، مشيرًا أن الاجتماع الأول يأتي لتوضيح العديد من القضايا الأساسية والأولية، بما في ذلك ما إذا كانت هناك إرادة كافية من كلا الجانبين، على أن يتم اتخاذ قرار بشأن الجدول الزمني لاحقًا.
تأتي المحادثات الأمريكية الإيرانية بعد أن نفت إيران لسنوات طويلة سعيها لامتلاك أسلحة نووية، لكن الدول الغربية تعتقد أنها تحاول سرًا تطوير وسائل صنع قنبلة ذرية.
وتقول دول الغرب إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو مصدر للوقود النووي، تجاوز بكثير متطلبات برنامج الطاقة المدنية، وأنتج مخزونات بمستوى نقاء انشطاري قريب من المطلوب في الرؤوس الحربية.
واستأنف “ترامب”، ما يسميه “الضغط الأقصى” على طهران منذ فبراير، حيث انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
منذ ذلك الحين، شهد البرنامج النووي الإيراني تقدمًا ملحوظًا، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60% من النقاء الانشطاري، وهي خطوة تقنية تتخطى المستويات اللازمة لصنع قنبلة نووية.