أدى طرح ChatGPT أواخر عام 2022 إلى إطلاق واحدة من أكبر دورات الاستثمار التكنولوجي خلال العقود الأخيرة، إذ دفع المستثمرين إلى ضخ رؤوس أموال ضخمة في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والخدمات الرقمية.
ومنذ اللحظة التي ظهر فيها ChatGPT في 30 نوفمبر 2022، بدأت الأسواق في إعادة تشكيل أولوياتها الاستثمارية وفقًا للقطاعات الأكثر استفادة من توسّع حلول الذكاء الاصطناعي، وتشير بيانات دويتشه بنك إلى أن هذه الموجة غيّرت بشكل واضح اتجاهات الأداء في قطاعات الأسهم الرئيسية.
طفرة الذكاء الاصطناعي.. ChatGPT يعيد رسم خريطة القيادة السوقية
أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي، بقيادة ChatGPT، موجة صعود قوية في قطاعات استراتيجية تقدمتها خدمات الاتصالات التي حققت عائدًا وصل إلى 185%، بدعم ملحوظ من الأداء الاستثنائي لأسهم ميتا التي تضاعفت قيمتها عدة مرات. وجاء قطاع تكنولوجيا المعلومات في المرتبة الثانية بنسبة 157%، مستفيدًا من الارتفاع المتواصل في الطلب على الرقائق المتقدمة والخدمات السحابية التي يُعد وجودها أساسيًا لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلى رأسها ChatGPT.
كما سجلت السلع الاستهلاكية التقديرية أداءً قويًا نتيجة استفادة المنصات الرقمية من مكاسب الكفاءة التي ولّدها الذكاء الاصطناعي. وتؤكد هذه الصورة أن تأثير ChatGPT امتد إلى نطاق يفوق حدود شركات الرقائق، ليشمل صناعات متجاورة أعادت صياغة طرق عملها ونماذج نموها.
شركات أشباه الموصلات في صدارة المستفيدين من صعود ChatGPT
برزت شركات الرقائق كأكبر المستفيدين من الزخم المتولد عن ChatGPT ومن الطلب الهائل على قدرات المعالجة المتقدمة، فقد سجّلت شركة إنفيديا قفزة تاريخية بعائد تجاوز 1,020%، لتصبح صاحبة أقوى نمو بين كبرى الشركات الأمريكية، كما ارتفعت أسهم برودكوم بأكثر من 700% في ظل توسعها في إنتاج مُسرّعات الذكاء الاصطناعي المخصصة وحلول الشبكات المتطورة.
ولم تكن ويسترن ديجيتال وميتا بعيدتين عن هذا الاتجاه، إذ حققت كل منهما مكاسب قاربت أو تخطت 500%، ويُعزى الكثير من هذا النمو إلى توسّع الشركات في بناء منظومات متكاملة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن بينها البنى اللازمة لتشغيل ChatGPT وسواه من النماذج المتقدمة.
القطاعات الدفاعية.. أداء أقل قوة في ظل موجة ChatGPT
بينما كانت القطاعات التكنولوجية تسجل قفزات استثنائية بفضل تأثير ChatGPT، بقيت القطاعات الدفاعية والحساسة لأسعار الفائدة في موقع متأخر. فقد سجل قطاع المرافق نموًا بلغ 42% فقط، في حين حققت الرعاية الصحية 23%، والسلع الاستهلاكية الأساسية نحو 20%.
أما المواد الخام، فقد تراجعت أسعارها أو استقرت عند مستويات منخفضة نتيجة تأثير أسعار الفائدة المرتفعة وتباطؤ النشاط الصناعي، بينما سجّل قطاع الطاقة عائدًا لم يتجاوز 9%، متأثرًا بضعف ديناميكيات العرض والطلب، وفي المقابل، بلغ العائد الإجمالي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 80% خلال الفترة نفسها، مما يعكس عمق الفجوة بين القطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتلك الأكثر تقليدية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
قفزة في حركة التجارة السلعية العالمية في 2024
