منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في 2024 وعده الشهير بإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية خلال 24 ساعة، اكتسب الملف زخماً دولياً واسعاً، وبدأت الأنظار تتجه إلى الخطوات العملية التي سيتخذها فور عودته إلى البيت الأبيض. وشهدت الأوساط السياسية منذ ذلك الحين تحركات عديدة للإدارة الأميركية بقيادة ترامب عبر سلسلة من اللقاءات والضغوط والمبادرات، لكن الحرب لا تزال تراوح مكانها بين الهدنة الجزئية والتصعيد.
تحركات ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية
شهد شهر فبراير 2024 أول التحركات الجوهرية بعد الانتخابات، إذ احتضنت الرياض حواراً (أميركياً – روسياً) أعاد فتح القنوات الدبلوماسية بين البلدين، وفي مارس 2024 ، ومع تعثر جهود الوساطة ترك ترامب موعد نهاية الحرب مفتوحاً، معترفاً بأن إقناع الطرفين بالهدنة لم يكن سهلاً كما توقع خلال حملته الانتخابية.
وفي الشهر نفسه، لجأ ترامب إلى ورقة الضغط المالي والعسكري عبر تعليق المساعدات العسكرية لكييف، والضغط على بروكسل، بهدف دفع أوكرانيا والاتحاد الأوروبي إلى التعجيل بالمفاوضات.
في تحول مهم، استضافت جدة لقاءً (أميركياً – أوكرانياً) في مارس 2025، نتج عنه اتفاق على هدنة جزئية لمدة 30 يوماً، وُصفت حينها بأنها تقدم محدود لكنه إيجابي في طريق طويل نحو وقف دائم لإطلاق النار.
بعد أسبوعين من الهدنة الجزئية، منح ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة لمدة أسبوعين لإثبات حسن النوايا تجاه إنهاء الحرب، محمّلاً موسكو مسؤولية عدم التصعيد واستمرار الحوار.
وفي الشهر نفسه، طرحت إدارة ترامب مقترحاً يتمثل في صفقة "الثروات مقابل الدعم"، عبر منح كييف امتيازات اقتصادية تشمل المعادن النادرة بديلاً عن الضمانات الأمنية كاملة.
وعاد التوتر مجدداً في يوليو 2025 حين توعد بوتين بالتصعيد، بينما رد ترامب بمهلة جديدة مقدارها 50 يوماً لإنهاء الحرب أو مواجهة قبل اتخاذ خطوات حاسمة دون الكشف عن طبيعتها.
وفي شهر أغسطس 2025، عُقد أول لقاء مباشر بين ترامب وبوتين منذ أشهر من التوتر، وجاء اللقاء بارداً كأجواء ألاسكا التي استضافته، دون تحقيق خطوة واضحة تجاه إنهاء الحرب الأوكرانية، لكنه حافظ على الحد الأدنى من المسار التفاوضي. وفي نوفمبر 2025، قدم ترامب خطة جديدة للسلام تركز على وقف الهدنة وتمديدها، مع ضغط مباشر على أوكرانيا لقبولها، فيما منح روسيا أقل قدر ممكن من التنازلات .
اقرأ أيضًا :
أوكرانيا تُجري تغييرات جوهرية على خطة السلام الأمريكية
كيف علّق بوتين على خطة ترامب للسلام في أوكرانيا؟
“الكرامة أو الشريك الرئيسي”.. زيلينسكي يعلق على خطة السلام الأمريكية
