تمثّل أزمة فقدان الغابات تحديًا بيئيًا عالميًا متفاقمًا، حيث خسر العالم ما متوسطه 10.9 مليون هكتار من الغابات سنويًا منذ عام 2015.
وتركزت أعلى معدلات إزالة الغابات في قارتي أمريكا الجنوبية وأفريقيا، ويُعزى هذا الفقدان بشكل كبير إلى التوسع في الإنتاج الزراعي والأنشطة المرتبطة به.
وبالنظر إلى الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، تتصدر البرازيل القائمة العالمية للدول الأكثر تضررًا من فقدان الغابات.
سجلت البرازيل خسارة صافية بلغت 2,942,000 هكتار خلال الفترة من 2015 إلى 2025، وهو رقم يتجاوز بكثير مجموع خسائر الدول التسع التالية لها في القائمة.
ويُشكل هذا الرقم معدل تغير صافي سنوي متوسط قدره 0.6%، وتعود أسباب هذا القطع الجائر في البرازيل، خاصة في منطقة الأمازون، بشكل رئيسي إلى توسيع مزارع الماشية ومناطق الرعي.
تحليل لأكثر الدول تضررًا من فقدان الغابات
رغم أن معدلات إزالة الغابات في البرازيل قد تباطأت مؤخرًا، فإن حجم الخسارة الهائل لا يزال يثير القلق.
وتتعهد الحكومة البرازيلية الحالية، برئاسة لولا دا سيلفا، بخطط طموحة لوقف إزالة الغابات تمامًا بحلول عام 2030، مع العلم أن البرازيل تحتضن 486 مليون هكتار من الغابات، وهي ثاني أكبر مساحة غابات في العالم.
تأتي أنغولا، الواقعة على الساحل الغربي لأفريقيا، في المرتبة الثانية من حيث الخسارة الصافية، مسجلة 510,000 هكتار، بمعدل سنوي متوسط قدره 0.8%، وتبعتها تنزانيا في المرتبة الثالثة بخسارة بلغت 469,000 هكتار، لكنها سجلت أعلى معدل تغير سنوي متوسط في أفريقيا بلغ 1.0%,
كما تظهر جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC)، وهي دولة مجاورة لأنغولا، في المرتبة الخامسة بخسارة قدرها 283,000 هكتار، وتلتها موزمبيق بـ 267,000 هكتار
ويشير التقرير أن أساليب الزراعة القائمة على الحرق والقطع تحدث بشكل متكرر في هذه المنطقة لأغراض قطع الأشجار والزراعة.
وفي آسيا، شهدت ميانمار أعلى درجة من إزالة الغابات في القارة، حيث بلغت خسارتها الصافية 290,000 هكتار، وهي دولة مشهورة بوفرة خشب الساج، وكمبوديا التي سجلت أسرع معدل فقدان في المجموعة بأكملها، حيث بلغ متوسط التغير السنوي الصافي فيها 3.3%، وهو ما يزيد بأربعة أضعاف عن معدل البرازيل.
وشملت القائمة العشرة الأوائل أيضًا بيرو (239,000 هكتار)، وبوليفيا (232,000 هكتار)، وباراغواي (207,000 هكتار).
