أعلنت الاكاديمية الملكية للعلوم بالسويد، اليوم الاثنين، فوز ثلاثة علماء بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025، تقديرًا لأبحاثهم الرائدة حول تأثير الابتكار على النمو الاقتصادي، والآلية التي تحل بها التقنيات الجديدة محل القديمة، وهو المفهوم الاقتصادي المحوري المعروف باسم “التدمير الخلاق”.
وفاز بالجائزة كل من جويل موكير من جامعة نورث وسترن، وفيليب أغيون من كوليج دو فرانس وكلية لندن للاقتصاد، وبيتر هويت من جامعة براون.
ويمثل الفائزون الثلاثة مناهج بحثية متباينة ولكنها متكاملة؛ فموكير صاحب الـ 79 عامًا، الهولندي المولد، هو مؤرخ اقتصادي تعمق في الاتجاهات طويلة الأمد باستخدام المصادر التاريخية، بينما اعتمد أغيون (69 عامًا) وهويت (79 عامًا) على النماذج الرياضية المعقدة لشرح كيفية عمل عملية “التدمير الخلاق”، وهو ما أضفى على أبحاثهم بعدًا كميًا دقيقًا.
ساهمت أبحاث الفائزين في تفسير وتحديد مفهوم “التدمير الخلاق” بشكل أفضل، وهو المفهوم الذي يرتبط عادة بالاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر الذي طرحه في كتابه عام 1942.
وتصف هذه العملية كيف أن الابتكارات المفيدة تحل محل التقنيات والأعمال القديمة وتؤدي إلى تدميرها، مما يخلق ديناميكية مستمرة من النمو والتطور.
وأشادت لجنة نوبل في الاقتصاد بأبحاث موكير التي أظهرت أن نجاح الابتكارات يتطلب ليس فقط معرفة أن شيئًا ما يعمل، بل أيضًا فهمًا علميًا لسبب عمله.
وفي أول رد فعل له، عبر موكير عن صدمته الشديدة بالفوز، قائلًا لمراسل وكالة “أسوشيتد برس” عبر الهاتف بينما كان لا يزال يحاول احتساء قهوة الصباح: “ليس لدي أي فكرة على الإطلاق بأن شيئًا كهذا سيحدث”.
وأضاف مازحًا أنه أخبر طلابه سابقًا أن “احتمالية انتخابي بابا للفاتيكان أعلى من فوزي بجائزة نوبل في الاقتصاد”.
من جانبه، وصف أغيون الفوز بأنه شرف كبير، قائلًا: “لا أجد الكلمات لأعبر عما أشعر به”، مؤكدًا أنه سيستثمر أموال الجائزة في مختبره البحثي.
وردًا على سؤال حول الحروب التجارية الحالية، انتقد أغيون “النهج الحمائي في الولايات المتحدة”، معتبرًا أنه “ليس جيدًا للنمو والابتكار العالميين”.
ويُعرف أغيون أيضًا بدوره في صياغة البرنامج الاقتصادي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وترؤسه مؤخرًا للجنة الذكاء الاصطناعي في فرنسا.
وتبلغ قيمة جائزة نوبل في الاقتصاد 1.2 مليون دولار، سيحصل موكير على نصفها، بينما يتقاسم أغيون وهويت النصف الآخر.
وقال جون هاسلر، رئيس لجنة الجائزة، إن “عمل الفائزين يوضح أن النمو الاقتصادي ليس أمرًا مفروغًا منه، وعلينا الحفاظ على الآليات التي يقوم عليها التدمير الخلاق حتى لا نعود إلى الركود“.
ورغم أن جائزة نوبل في الاقتصاد، التي أسسها البنك المركزي السويدي عام 1968، ليست من جوائز نوبل الأصلية، إلا أنها تمنح سنويَا مع بقية الجوائز في 10 ديسمبر.