إنفوجرافيك| أكبر شبكات القطارات عالية السرعة في العالم

أكتوبر ١٨, ٢٠٢٥

تُعدّ القطارات عالية السرعة من أبرز إنجازات النقل الحديثة، إذ تُحدث تحولًا جذريًا في التنقل من خلال تقليص زمن الرحلات وتعزيز الروابط الاقتصادية بين المدن والمناطق. وبينما لا تزال هذه التقنية مقتصرة على عدد محدود من الدول التي تدير شبكات ضخمة، فإن العديد من الدول الأخرى تسعى بخطى حثيثة لتطوير بنيتها التحتية لمواكبة هذا التحول.

ونستعرض في السطور التالية الدول التي تمتلك أكبر عدد من خطوط السكك الحديدية عالية السرعة في عام 2025، مع التمييز بين الشبكات العاملة وتلك التي لا تزال قيد الإنشاء أو ضمن مراحل التخطيط، وفق بيانات صادرة عن World Population Review.

الصين تتصدر بفارق كبير

تحتكر الصين موقع الريادة عالميًا في مجال القطارات فائقة السرعة بشبكة طولها الإجمالي 64.8 ألف كم، إذ تمتد شبكتها التشغيلية لأكثر من 25 ألف ميل، أي ما يزيد على ثلثي المسارات العاملة حول العالم. ولا تكتفي بذلك، بل تعمل على تنفيذ توسعات ضخمة تشمل أكثر من 8 آلاف ميل قيد البناء، إضافةً إلى نحو 7 آلاف ميل أخرى في مرحلة الإعداد.

وتنتشر المدن الصينية الكثيفة السكان على مسافات مثالية لتشغيل هذا النوع من النقل، وقد تبنّت الحكومة مشروع السكك الحديدية السريعة كوسيلة رئيسية لدعم التنمية الإقليمية والاقتصادية، وهو ما يفسر أيضًا قلة اعتماد الصين على المطارات مقارنةً بالولايات المتحدة. ومن أبرز إنجازاتها خط شنغهاي ماجليف، الذي يربط مطار شنغهاي بودونغ الدولي بمحطة لونغيانغ رود، ويُعد الأسرع تجاريًا في البلاد بسرعة قصوى تبلغ 431 كيلومترًا في الساعة. وقد تم تطويره ضمن شراكة بين شركتي سيمنز وتيسين كروب الألمانيتين.

الولايات المتحدة بين الطموح والتحدي

منذ سنوات طويلة، تحلم الولايات المتحدة بإنشاء شبكة وطنية للقطارات عالية السرعة تربط مدنها الكبرى، إلا أن الخطوات على أرض الواقع ما تزال محدودة. وأحد أبرز المشاريع في هذا المجال هو خط كاليفورنيا السريع الذي يفترض أن يربط بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس. أُقر المشروع عام 2008 وسط آمال كبيرة، لكنه واجه سلسلة من العقبات، من تضخم التكاليف إلى القضايا القانونية والتأجيلات المتكررة، ما حال دون إنجاز أي جزء فعلي من المسار رغم مليارات الدولارات التي أُنفقت.

وفي المقابل، يبرز مشروع برايت لاين ويست كأول تجربة مملوكة للقطاع الخاص لربط لاس فيغاس بجنوب كاليفورنيا. بدأ العمل عليه في عام 2024، ويُتوقع اكتماله بحلول دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس. أما مشروع سكك حديد تكساس المركزي فيسعى لربط دالاس وهيوستن بخط فائق السرعة يعتمد على تكنولوجيا القطار الياباني شينكانسن، مستهدفًا تقليص مدة الرحلة بين المدينتين إلى نحو ساعة ونصف فقط.