تظهر الأرقام التاريخية أن حجم خسائر الكوارث الطبيعية لا يقتصر على الأثر الإنساني المأساوي فحسب، بل يمتد ليشمل تكاليف مالية فادحة تدمر الاقتصادات والبنى التحتية.
ويأتي الزلزال الأخير الذي ضرب مدينة بوجو في الفلبين، بقوة 6.9 درجة، ليؤكد هذه الحقيقة، حيث تسبب في انهيار المباني وتدمير البنية التحتية المحلية، بالإضافة إلى الخسائر البشرية.
يتصدر زلزال وتسونامي توهوكو، الذي ضرب الساحل الشرقي لليابان عام 2011، قائمة الكوارث الأعلى تكلفة في التاريخ الحديث.
وبحسب بيانات شركة “أون” لإدارة المخاطر، قُدرت الأضرار الناجمة عن هذه الكارثة، التي أدت إلى حادثة فوكوشيما النووية، بنحو 235 مليار دولار أمريكي.
ويأتي في المرتبة الثانية بالتساوي كل من إعصار كاترينا الذي أغرق مدينة نيو أورلينز الأمريكية عام 2005، وإعصار هارفي الذي دمر أجزاءً من تكساس ولويزيانا عام 2017، حيث تسبب كل منهما في خسائر بلغت 125 مليار دولار.
وتضم قائمة الكوارث التي تجاوزت خسائرها 100 مليار دولار كوارث أخرى مدمرة، فقد تسبب زلزال سيتشوان في الصين عام 2008 في خسائر اقتصادية قُدرت بـ 122 مليار دولار، كما يأتي زلزال هانشين الكبير في اليابان عام 1995 ضمن القائمة بتكلفة بلغت 103 مليارات دولار، وتوضح هذه الأرقام أن الزلازل والأعاصير تشكل أبرز مسببات خسائر الكوارث الطبيعية على الصعيد المالي.
وتستمر القائمة لتشمل كوارث أحدث مثل إعصار إيان الذي ضرب الولايات المتحدة وكوبا عام 2022 بخسائر قُدرت بـ 96 مليار دولار، وإعصار ماريا الذي اجتاح بورتوريكو ومنطقة الكاريبي في 2017 بتكلفة 90 مليار دولار.
ولا تقتصر هذه الظواهر على منطقة جغرافية واحدة، بل تمتد لتشكل تهديدًا عالميًا، مما يرفع من حجم التحديات التي تواجه الحكومات وشركات التأمين في التعامل مع تداعياتها.
وفي سياق متصل، يشهد العالم حاليًا نشاطًا لعدد من الكوارث الطبيعية المتزامنة؛ حيث ضرب إعصار “ماتمو” سواحل جنوب الصين مؤخرًا، بينما تشكل إعصار “بريسيلا” قبالة سواحل المكسيك في المحيط الهادئ، في حين نشأ إعصار “شاكتي” في بحر العرب.
وتشير التوقعات المستقبلية أن خسائر الكوارث الطبيعية قد تتزايد في ظل التغيرات المناخية، فبحسب تقارير تستند إلى بيانات علمية، من المتوقع أن يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة مخاطر الفيضانات إلى تهديد مناطق ساحلية واسعة حول العالم بحلول العقود القادمة مما قد يفاقم من حجم خسائر الكوارث الطبيعية المستقبلية بشكل كبير.